الحرية – هناء غانم:
انطلقت اليوم فعاليات ملتقى الأعمال السوري التركي في فندق الشام وبحضور السفير التركي بدمشق وعدد من كبار المسؤولين والمستثمرين والتجار الأتراك ورجال الأعمال من البلدين وبمشاركة أكثر من 25 شركة تركية، جاءت بهدف إبرام اتفاقيات تعاون مشترك مع سوريا في مختلف المجالات.
وأكد الطرفان أن هذا اللقاء حدث اقتصادي استثنائي يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية والصناعية والزراعية بين البلدين وأن اللقاءات بين رجال الأعمال تُشكل أساساً متيناً لتطوير التعاون الثنائي، خاصة في مجالات تبادل الخبرات في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية مؤكدين أنها خطوة هامة للتأسيس لشركات حقيقية بين البلدين، الأمر الذي يساهم في تعزيز العلاقات المتبادلة ويدعم النمو الاقتصادي.
السفير التركي بدمشق.. سوريا تشهد انطلاقة جديدة والصناعات السورية بحاجة إلى الدعم للانفتاح على العالم
وخلال الاجتماع جرى التوقيع على اتفاقية في مجال التعاون الزراعي بين غرف الزراعة ومجموعة أوغلو التجارية.
سفير تركيا في دمشق برهان كور أوغلو أكيد في حديثه لصحيفتنا “الحرية”، أن سوريا تشهد انطلاقة جديدة، والصناعات السورية بحاجة إلى الدعم والتسهيلات للانفتاح على العالم ونعمل باستمرار على تطوير علاقاتنا مع سوريا لتعود أقوى مما كانت عليه.
وأوضح أوغلو ان الاقتصاد السوري بحاجة إلى النهوض ومبادرات رجال الأعمال الأتراك، هي جزء من مساندة السوريين وقد تم الاتفاق مع الجهات العليا في الحكومة السورية على ذلك وتركيا ترى أن شراكتها الحقيقية مع سوريا مثمرة لكلا البلدين.
بدوره أكد رئيس غرفة زراعة دمشق وريفها محمد جنى لـ “الحرية” أن توقيع اتفاقية التعاون بين غرفة الزراعة ومجموعة يوسف أوغلو لتنظيم المؤتمرات تهدف إلى تنشيط العلاقات الاقتصادية الزراعية بين البلدين وضمن رؤية شاملة تهدف إلى زيادة الصادرات الزراعية السورية، وتحسين آليات تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي، إضافةً إلى تطوير أساليب الإنتاج بما يسهم في رفع كفاءة القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي المستدام، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون بداية لإنطلاقة جديدة في مسار التعاون الزراعي المشترك بين البلدين، ومن المنتظر أن تُتوّج قريباً بتنظيم معرض تركي في سوريا، كمنصة للتبادل التجاري والتقني بين المنتجين والمستثمرين من كلا الجانبين.
مولوي.. سوريا بلد واعد للاستثمار
وفي هذا السياق أضاف جنى أنه من المهم اليوم تطوير علاقتنا الزراعية مع تركيا والاستفادة من الخبرات التركية في المجال الزراعي لدعم وتطوير القدرات الوطنية، مشيراً إلى أن القطاع الزراعي تأثر خلال السنوات الماضية بفترات الجفاف ونقص الموارد، مما انعكس سلباً على الإنتاج الزراعي والمزارعين.
ويشمل التعاون المرتقب العمل على نقل التكنولوجيا الزراعية الحديثة وتأمين مستلزمات الإنتاج، إلى جانب دعم إنشاء مدن زراعية متطورة تعتمد على الطاقة المستدامة وشبكات الري الحديثة.
كما ستُبرم اتفاقيات مشتركة لتفعيل مشاريع الري الذكي والزراعة الدقيقة، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي السوري وتحسين نوعية المحاصيل.
وفي تصريح مماثل أشار رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، أيمن مولوي إلى القيمة المضافة التي تتمتع بها الصناعة السورية والتي تساهم في جذب المستثمرين مؤكداً، على أهمية التعاون مع الجانب التركي لإقامة شراكات مشتركة حقيقية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية بين البلدين.
وأوضح مولوي أن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها مع غرف الزراعة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون تشمل قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني وفتح آفاق استثمارية واعدة.
وأضاف أن سوريا بلد واعد للاستثمار وتسير في الاتجاه الصحيح نحو التعافي والنهوض الاقتصادي، بفضل الجهود المشتركة لتطوير بيئة العمل وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
بدوره يوسف أوغلو رئيس مجموعة أوغلو للاستثمار أكد أن مشاركتنا في المنتدى الاقتصادي السوري–التركي، هي تأكيد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للشراكات الصناعية والزراعية والاستثمارية، موضحاً أننا نمثل كياناً دولياً متطوراً يهدف إلى مدّ جسور التعاون بين سوريا وتركيا، ودعم مسار إعادة الإعمار من خلال مشاريع واقعية وشراكات إنتاجية مباشرة.
وأوضح أوغلو أن المجموعة قامت، قبل انعقاد المنتدى، بعدة زيارات استكشافية إلى سوريا خلال الأشهر الخمسة الماضية، جرى خلالها دراسة احتياجات السوق السورية، ووضع خطة شاملة لتأمين احتياجاتها من المواد والمعدات اللازمة لإعادة البناء.
وقد تم العمل على إعداد التحضيرات الكاملة لاستقدام الشركات التركية إلى سوريا، وتسهيل اللقاءات المباشرة (B2B) بين المصانع التركية ورجال الأعمال والمستثمرين السوريين.
كشتو… الاقتصاد لا ينمو بعيداً عن الزراعة
ويُعدّ هذا المنتدى أول منصة من نوعها تجمع الطرفين في حوار اقتصادي مباشر.
كما أشار الى أن المنتدى الحالي ركّز على ثلاثة قطاعات رئيسية: مواد الإنشاء والبناء بجميع أنواعها، والطاقة ومستلزماتها الصناعية، إضافة إلى التركيز على المجال الزراعي والتقنيات الحديثة في الزراعة، لافتاً الى أن توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة الزراعة السورية ومجموعة اوغلو، بهدف تعزيز التبادل الزراعي واستقدام الخبرات والتكنولوجيا الزراعية الحديثة إلى سوريا، سواء في مجال الآلات والمعدات الزراعية أو المعارض المتخصصة، يسهم في بناء جسر تعاون متين بين البلدين في المرحلة المقبلة.
رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو أكد لـ”الحرية” أيضاً على اهمية توقيع الاتفاقية، موضحاً أن ملتقى قطاع الأعمال خطوة هامة لخلق فرص للتعاون الاقتصادي وداعياً المستثمرين إلى الاستثمار في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
وأشار إلى ان توقيع الاتفاقية مع رجال الأعمال الأتراك يهدف إلى إقامة مشاريع استثمارية زراعية مشتركة تصب في مصلحة القطاع الزراعي، والاقتصاد السوري لا يمكن ان ينمو دون الزراعة.