الحرية:
وجهت جمهورية مصر العربية دعوة عاجلة إلى جميع أعضاء المجتمع الدولي للمساهمة «بصورة ملموسة» في جهود إحلال السلام بالمنطقة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وذلك عبر تقديم الدعم السياسي والمالي اللازم لمساعيهم الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
رؤية مصرية
جاءت هذه الدعوة خلال سلسلة لقاءات وحوارات أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع كبرى وسائل الإعلام الأجنبية، حيث استعرض الرؤية المصرية حيال عدد من الملفات الحرجة، بما في ذلك الحوكمة في قطاع غزة، والترتيبات الأمنية، وتعزيز المساعدات الإنسانية.
وأكد عبد العاطي في تصريحاته على «الأهمية التاريخية» للقمة التي استضافتها مصر يوم الاثنين الماضي في شرم الشيخ، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة من نحو 20 دولة، والتي شهدت التوقيع على اتفاق لإنهاء الحرب في القطاع. ووصف الوزير المصري القمة بأنها «علامة فارقة في مسار دعم الاستقرار بالمنطقة، وما دشنته من فصل جديد في مساعي دعم السلام بالشرق الأوسط».
مسارات متوازية
كما نوّه عبد العاطي بالدور الريادي الذي اضطلعت به بلاده في إنجاح المفاوضات التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على استمرار «سعيها الحثيث من أجل تخفيف التداعيات الكارثية للحرب على قطاع غزة، وعملها على مضاعفة الجهد لنفاذ المساعدات الإنسانية ومساعدة الفلسطينيين على استعادة حياتهم الطبيعية».
وكشف الوزير عن خطة مصرية، بالتعاون مع شركائها الدوليين، لاستضافة مؤتمر دولي يركز على «التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة»، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل «مكوناً رئيسياً على صعيد استعادة السلم والاستقرار في قطاع غزة والمنطقة بأسرها».
خلفية الدعوة
تأتي هذه الدعوة الدولية في ظل دمار هائل خلفته الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة على مدار عامين، والتي طالت كافة مناحي الحياة. حيث تعرض القطاع لتدمير شامل من أقصى الجنوب إلى الشمال، مما أسفر عن تدمير القطاع الصحي، والمدارس، والجامعات، ودور العبادة، والبنى التحتية الحيوية.
وأفادت تقارير بتعرض 15 قطاعاً حيوياً في غزة للتدمير الكامل أو الجزئي، مخلفةً أعداداً كبيرة من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين، في واحدة من أقسى الأزمات الإنسانية في المنطقة.