الأهل نيام!

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

وليد الزعبي
تستفزك مشاهد الفتية بمجموعات تبدأ من ثلاثة وقد تصل إلى سبعة أو أكثر، وهم يجلسون مساءً متراصين بجانب بعضهم على الأرصفة أو مصاطب الأبنية التجارية والسكنية أو على جزر الحدائق، وفي يد كل منهم جهاز موبايل يمارسون عليه ألعاباً مشتركة ولعدة ساعات.
هذه الظاهرة ليست بجديدة وتطرقنا لها غير مرة، لكنها على ما يبدو إلى اتساع، وقد لا يرى فيها البعض مشكلة خلال العطلة الصيفية، لكن الكارثة أنها تحدث الآن أثناء الدوام الدراسي، وهؤلاء الفتية الذين يبدون من مظهرهم أنهم في صفوف الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي أو صفوف مرحلة التعليم الثانوي، من المفترض أن يكونوا في منازلهم ساعات المساء لا في الشارع كي يؤدوا واجباتهم المدرسية من حل وظائف ومذاكرة دروس.

إن هدر الوقت الطويل في اللعب على الموبايل لا يضعف تحصيلهم الدراسي فقط، بل يكسبهم سلوكيات عدوانية ضارّة بهم وبأقرانهم وبالمجتمع المحيط، لأن معظم الألعاب التي يمارسونها على الموبايل، هي عبارة عن اقتتال بالأسلحة، وكثيراً ما حدثت مشاجرات بين الأقران الذين يلعبون بسبب عدم تناغمهم باللعب أو خسارة طرف وربح آخر.
والمشكلة الأكبر أن بعض الألعاب قد يتخللها إعلانات عن قنوات للتعارف والتسلية اللا أخلاقية، التي تفتح أعين مثل هؤلاء الفتية في سن المراهقة الخطرة على مسارب المجهول المظلمة.
لا نعلم أين هم الأهل من مثل هؤلاء الأبناء؟ ولِمَ لا يزالون نياماً عن رعاية ومتابعة أبنائهم؟ ألا يدركون أن تركهم لساعات في الطرقات يلعبون بالموبايل مع رفاق السوء، هو طريق ينتهي بتردي دراستهم واحتمال انحرافهم وضياع مستقبلهم؟!
لا شك أن الموبايل كبوابة لعالم “السوشيال ميديا”، أصبح الشغل الشاغل لمختلف الأجيال، لكن المأمول أن يحرص الأهل على استخدام أبنائهم له في الغايات المفيدة، مثل البحث عن العلوم والمعارف التي تعزز تحصيلهم العلمي، ولا بأس من اللعب لوقت محدود كمكافأة على حسن الدراسة والسلوك، لكن في المنزل وتحت أعين أهلهم، كي يكون استخدامه منضبطاً لا تلوث فيه.
وينفع أن تكثف التوعية من المدرسة ومختلف المنابر الدينية والثقافية، لمخاطر الاستخدام السيئ للموبايل على الأبناء والمجتمع ككل، وأهمية ضغط الأهل لتوظيفه قدر المستطاع بالاتجاه القويم.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار