الحرية- محمد زكريا
لم يكن أشد المتفائلين بواقع المؤسسة العامة للدواجن، أن تنتقل هذه المؤسسة بسرعة البرق من حالة الخسائر المتتالية إلى حالة الفائض المادي، حتى أن الفترة الزمنية التي تجاوزت فيها المؤسسة الخسارة لا تتعدى سوى أشهر قليلة، بالتأكيد هذه الحالة تدعو إلى التفاؤل ولاسيما أن المؤسسة وعلى مدار سنوات طويلة وهي في حالة العوز الدائم والعجز القائم.
بنية متهالكة
وحسب المدير العام للمؤسسة الدكتور فاضل حاج هاشم فإن البنية التحتية للمؤسسة متهالكة وقديمة، وهي بحاجة إلى ترميم وصيانة وتحديث، الأمر الذي يحتم على المؤسسة الانتقال باتجاه الاستثمار والتشاركية مع القطاع الخاص، وذلك نظراً للميزات التي يتم من خلالها تطوير العمل بشكل جيد ومواكبة التطور والتحديث في قطاع الدواجن، وهذا الشيء نجده حالياً في منشأة اللاذقية ومنشأة حلب أيضاً، وهما دخلا بالخدمة مؤخراً وبكامل طاقتهما الإنتاجية، إضافة إلى استمرارية العمل في منشآت حمص وحماة وطرطوس وصيدنايا، مشيراً إلى أنه تم نقل ملف الإدارة الإنتاجية والتعاونيات التي تتبع لها، إلى عهدة المؤسسة، حيث إن هذه التعاونيات التابعة للإدارة الإنتاجية تعمل في الإنتاج لبيض المائدة وللفروج.
امتيازات مغرية
وأوضح هاشم خلال حديثه لـ «الحرية» أن الفرق أصبح واضحاً في بعض المطارح التي تم فيها الاستثمار فيها، من خلال التطوير والتحديث الذي طرأ على هذه المنشآت والتعاونيات، حيث ظهرت معرفة القدرة الإنتاجية والاستيعابية لهذه المنشآت، وبالتأكيد هذا الأمر يحدث فارقاً في الإنتاج واستثماراً فعلياً للمنشآت وإشغال أيدٍ عاملة برواتب عالية، كما إنه تم التواصل معنا من العديد من الشركات التي تعنى بتربية الدواجن منها، القطرية والتركية وحتى البرازيلية، ولعل الامتيازات القائمة لجهة الرغبة في الاستثمار بقطاع الدواجن في سوريا هو لموقعها الجغرافي ومناخها المعتدل، كما الإدارة تسعى إلى تذليل كل العقبات التي تقف في وجه الاستثمارات.
تعدٍ على المال العام
ولفت هاشم إلى أن المؤسسة وفت بكامل التزاماتها العقدية المبرمة مع المؤسسة، كما إنها قامت بتعديل وإعادة صياغة بعض العقود من جديد، التي حولها بعض الشبهات وفيها إجحاف بحق المؤسسة، وتعدٍ على المال العام، وذلك برضا وتوافق مع أصحاب تلك العقود، مبيناً أن المؤسسة انتقلت إلى حالة الفائض المالي، بعد أن كانت خاسرة لسنوات سابقة، وبالتالي يمكن الاستفادة من هذا الفائض في تحسين التربية النوعية، بمعنى التركيز على تربية أمهات البياض وأمهات الفروج، حيث تم مؤخراً إنزال قطيع من فوج أمهات الفروج في منشأة حسياء، على أن يتم لاحقاً إنزال قطيع من أمهات البياض، مع الإشارة إلى أنه تم تسديد القيمة المالية للشركة المنتجة، كما تم تجهيز المفقس وبقية المعدات حتى تكون في جاهزية تامة لاستقبال الصيصان في الفترة القادمة .
غياب الإحصائيات
ولعل المعاناة التي تواجهها المؤسسة حسب هاشم فهي تتمثل في غياب الإحصائيات لهذا القطاع، الأمر الذي وضع المؤسسة في حيرة وارتباك في اتخاذ القرار الصحيح، هل يفتح التصدير أو يمنع الاستيراد، وبالتالي هذا الأمر دفعنا إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي، وإشهار الجمعية السورية للدواجن التي تضم الأسر التي تعمل في صناعة الدواجن.
بالمقابل باشرت المؤسسة في العمل على إطلاق برنامج إحصائي لمعرفة عدد المداجن الموجودة في سوريا، وأنه من خلال هذا البرنامج، يمكن التعرف على نوعية التربية الموجودة في كل المدجنة، والسعة الافتراضية لكل واحدة منها، وكذلك التعرف على نوع الأمراض، التي تكون مستوطنة في أماكن محددة، إضافة إلى معرفة الصيصان التي يتم تربيتها وهل مستوردة أم إنتاج محلي؟، فضلاً عن معرفة نوعية الأعلاف التي يتناولها الصيصان هل هي أعلاف محلية أم مستوردة؟ ومعرفة عدد أمهات الفروج، ومنه يمكن معرفة الاستهلاك الفعلي للسوق لهذه المنتجات، وأنه يمكن من خلال هذا البرنامج الوصول إلى إحصائيات دقيقة، ومنها يمكن الانطلاق نحو التطوير العمودي أو الأفقي في صناعة الدواجن، وتالياً يمكن تحقيق المواصفات القياسية، وأنه عند تحقيق ذلك يمكن التفكير في التصدير إلى الأسواق الخارجية سواء الخليجية أو الأوروبية.