الحرية – بشرى سمير:
بعد غياب فرضته ظروف اقتصادية صعبة، يعود الجوز ليحتل مكانته من جديد في وصفات المكدوس السوري، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على نكهة هذا الطبق التقليدي الأصيلة.
فقد شهدت الفترة الماضية اختفاء الجوز من العديد من الوصفات بسبب ارتفاع أسعاره الصاروخي، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 100 ألف ليرة سورية، ما دفع العائلات إلى البحث عن بدائل اقتصادية مثل “فستق العبيد” أو تعديل الوصفات لتخفيف تكلفة الإنتاج.
وخلال جولة في سوق باب سريجة لمسنا انخفاض أسعار الجوز، حيث بلغ سعر كغ البلدي 65 ألف ليرة وهناك النخب الثاني 55 ألفاً.
وبيّنت منى عدوي خبيرة التغذية، أن التحسن النسبي في الظروف الاقتصادية وزيادة الرواتب ساهما في هذه العودة التدريجية للجوز، الذي يُعد عنصراً أساسياً في تشكيل نكهة المكدوس المميزة وقيمته الغذائية.
ورغم قبول البعض للفستق كبديل اقتصادي، يظل عشاق المكدوس الأصليين متمسكين بالجوز البلدي الذي يمنح الطعم والقوام التقليدي الفريد. كما لجأت العديد من ربات البيوت إلى حلول مبتكرة لموازنة التكلفة والجودة، مثل خفض الكميات المُنتجة أو خلط المكونات، دون التخلي الكامل عن النكهة الأصيلة.
تُجمع الآراء على أن “المونة” تمثل طقساً جميلاً ومهماً، يستحق الحفاظ على تقاليده الأصلية، حيث ترمز عودة الجوز إلى تمسك السوريين بهويتهم الغذائية رغم كل التحديات.