الحريةـ سمر رقية:
بدأ قطاف موسم الزيتون بطرطوس منذ الخامس عشر من الشهر الجاري.
وبهذه المناسبة يقدم مهندسون و خبراء ومختصون تعليمات وإرشادات ضرورية للحصول على زيت عالي الجودة، دائماً نسمعها في الحقول وفي المنزل وفي الوحدات الإرشادية ووسائل النقل العام..
لكن هل يمكننا الالتزام بها، وهل تطبيقها أمر صعب ؟.
” الحرية” تواصلت مع المهندس الزراعي عماد الدين شلهوب، ومن خلال الحديث أشار إلى عدة إرشادات تخص قطاف الزيتون ولمن يرغب أن يكون زيته عالي الجودة.
بداية أكد شلهوب على ضرورة جمع الثمار الجافة الساقطة على الأرض والثمار المصابة بذبابة ثمار الزيتون لتعصر وحدها في بداية موسم العصر ويستحسن استعمال زيتها في صناعة الصابون.
كما أوضح، وجود نوعيات مختلفة من ثمار الزيتون تعطي زيتاً بجودة مختلفة، لذا يجب فصل الثمار المصابة عن السليمة وعصر ثمار كل صنف لوحدها وحسب درجة النضج وإعطاء الأولوية لأفضل أنواع الثمار.
ناصحاً قبل البدء بالقطاف بتسوية الأرض تحت الشجرة وفرشها بالخيش أو البسط (مفارش)، أو أي وسيلة نظيفة لتسقط الثمار عليها فتبقى نظيفة ويسهل جمعها وتعبئتها، لأن ثمار الزيتون ذات طبيعة لينة ويجب التعامل معها بلطف وتجنب الضغط والحرارة العالية وعدم خدشها أثناء القطف، وحدوث تجريح للثمرة اثناء القطف يؤدي إلى عمليات التخمر داخل الثمرة ومن ثم تلف الزيت وتدني نوعيته وزيادة حموضته، لذلك يجب عدم استعمال العصا لقطف الثمار لأنها تسبب كسر الأفرع التي ستحمل الثمار في الموسم القادم.
وحسب شلهوب، إذا كانت الأشجار عالية يستحسن الاستعانة بالسلالم المزدوجة، ويفضل قطف الثمار باليد وإذا أمكن استعمال ألات القطف نصف الآلية كالأمشاط اليدوية أو الأمشاط التي تعمل بضغط الهواء لأنها توفر الجهد والكلفة، وتجمع الثمار وتنقى من الأوراق والأفرع المكسرة، ثم تعبأ في صناديق بلاستيكية بفتحات جانبية تسمح بمرور الهواء وتحد من ارتفاع حرارة الثمار.
مضيفاً أنه لا ينصح باستعمال الأكياس البلاستيكية أو أكياس الخيش، لأنها سيئة التهويه وتؤدي إلى تلف وتعفن الثمار وبالتالي ارتفاع حموضة الزيت الناتج وانخفاض جودته.
وكذلك بين شلهوب أنه يفضل الإسراع بعصر الثمار مباشرة وعدم خزنها لمدة طويلة، أما إذا اضطر المزارع إلى تخزين الثمار حتى انتهاء عملية القطف أو انتظار الدور في المعصرة، فتوضع الثمار في مكان مظلل، جيد التهوية، بعيداً عن أشعة الشمس ولا تزيد سماكة طبقة الثمار عن 20 سم حتى لا تتعفن الثمار بسبب الضغط، وارتفاع درجة الحرارة وبالتالي زيادة حموضة الزيت.
وأخيراً ينصح شلهوب باختيار معاصر الزيتون الحديثة لعصر الثمار ويفضل أن يتم عصر الثمار في المعاصر التي تعمل على درجات حرارة منخفضة لا تزيد على 30 درجة مئوية، وذلك حفاظاً على المركبات العطرية والمواد المانعة للتأكسد والفيتامينات والمواد التي تكسب الزيت طعمه الجيد ولونه ورائحته المرغوبين، كما إن ارتفاع درجة الحرارة أثناء العصر يؤدي إلى تدني نوعية الزيت الناتج بسبب عمليات الأكسدة.
كما نصح بتقليم أشجار الزيتون خلال فترة القطاف وإضافة السماد العضوي والسماد الكيماوي للأشجار بعد الانتهاء من عملية القطف للاستفادة ما أمكن من أمطار الشتاء .
فمن يريد أن يحصل على أفضل زيت زيتون ما عليه إلا التقيد والالتزام بنصائح المهندس الزراعي عماد الدين شلهوب.