الحرية – آلاء هشام عقدة:
تعد صناعة السجاد اليدوي في محافظة اللاذقية من أشهر الحرف التي تعكس تاريخاً طويلاً من الإبداع والمهارة اليدوية التي ورثتها الأجيال، ورغم قيمتها التراثية والجمالية، فإن هذه الصناعة تواجه تحديات متعددة تهدد استمراريتها وتوسيع نطاقها في السوق المحلية والعالمية.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه هذه الصناعة، إلى جانب آفاق تطويرها في ظل الظروف الراهنة.
سبل التطوير
في تصريح خاص لـ “الحرية”، تحدث مدير مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية محمود حاج إبراهيم، عن واقع صناعة السجاد اليدوي في المحافظة، موضحاً التحديات التي تواجه هذه الصناعة العريقة وسبل تطويرها، من خلال توسيع آفاق التسويق وتعزيز القدرة التنافسية.
وأوضح حاج إبراهيم أن المديرية تدير 15 وحدة لصناعة السجاد اليدوي في مختلف مناطق المحافظة، منها 10 وحدات تعمل بشكل منتج حالياً، بينما 5 وحدات غير منتجة بسبب نقص المواد الأولية وعدم استمرارية الإنتاج.
وبيّن أنّ هذه الوحدات تستقطب حوالي 249 عاملاً وعاملة، بينهم 59 عاملة بعقود سنوية و190 عاملة بعقود إنتاجية.
الوحدات الإنتاجية والتسويق
يتم تسويق السجاد اليدوي من خلال عدة قنوات، تشمل معارض المنتجات الريفية والمحلية التي تنظمها المديرية، إضافة إلى المعارض الإقليمية والدولية مثل معرض دمشق الدولي، كما تقوم الوحدات ببيع المنتجات مباشرة في المعارض المحلية خلال المواسم المختلفة، لكن التحدي الأبرز، وفقاً لحاج إبراهيم، يكمن في “ضعف الترويج” الذي يعوق انتشار المنتج بشكل أوسع.
عرض محدود
ولفت حاج إبراهيم إلى أن عدد القطع المعروضة 100 قطعة فقط في المعارض المحلية، وهو عدد محدود جداً بالمقارنة مع حجم الطلب الممكن على هذا المنتج التقليدي.
التحديات الرئيسة
أشار حاج إبراهيم إلى أنّ صناعة السجاد اليدوي تواجه عدة صعوبات تؤثر على استمراريتها:
أولها نقص المواد الأولية مثل الصوف والقطن، ما يجعل استمرارية الإنتاج بشكل منتظم أمراً صعباً، كما أن التسويق يواجه تحديات كبيرة حيث إن المنتجات الصناعية تعد أكثر تنافسية من حيث السعر والجودة، ما يجعل السجاد اليدوي أقل جاذبية للعملاء. إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع تكاليف المواد الخام يرفع من تكلفة الإنتاج، ما يجعل المنتجات أغلى مقارنة بالسجاد الصناعي.
وأضاف: نحتاج إلى تحسين الترويج للمنتج من خلال قنوات تسويقية أكثر فعالية مثل المتاجر الإلكترونية، والعمل على تطوير تصاميم جديدة لجذب فئات أكبر من المستهلكين.
الأسعار والجودة
أوضح حاج إبراهيم أنّ السجاد اليدوي يتميز بجودة عالية وعراقة في التصميم، وهذه الميزة تجعله منتجاً مطلوباً في السوق، إلّا أنّ الأسعار غالباً ما تكون أعلى من السجاد الصناعي بسبب المواد والعمل اليدوي، ما يقلل من القدرة التنافسية.
وتابع: نركز على تقديم سجاد يتمتع بجمالية تقليدية وقيمة حرفية، ما يبرر الارتفاع الطفيف في الأسعار.
التوصيات والمستقبل
لفت حاج إبراهيم إلى ضرورة تحسين قنوات التسويق للمنتجات اليدوية عبر الإنترنت، وفتح أسواق جديدة عبر معارض خارج المحافظة، مؤكداً أنّ المديرية بصدد تطوير برامج تدريبية للجيل الشاب لنقل المهارات الحرفية، ما سيسهم في تقليل المخاطر المرتبطة بنقص العمالة الماهرة في هذا القطاع.
وأضاف: نحتاج إلى دراسة مقارنة للأسعار بشكل دوري لفتح أسواق متخصصة مثل السجاد التراثي أو الهدايا الفاخرة، حيث يمكن أن يتناسب السعر مع شريحة معينة من العملاء.
ختاماً
تظل صناعة السجاد اليدوي في اللاذقية إحدى الصناعات التراثية المهمة، التي تعكس الهوية الثقافية والتاريخية للمحافظة، ومع مواجهة التحديات الاقتصادية والتسويقية، يبقى الأمل في تطوير هذه الصناعة عبر الابتكار في التسويق وتحسين جودة الإنتاج، ليظل السجاد اليدوي عنواناً للفن والحِرفية التقليدية.