سوريا تستعد للمشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025… خطوة إستراتيجية نحو الانفتاح الاقتصادي وبناء الشراكات الدولية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبوتك:

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9)، التي ستُعقد بين 27 و30 تشرين الأول 2025، تحت شعار «مفتاح الازدهار»، بمشاركة نخبة من القادة وصنّاع القرار والمستثمرين العالميين، في حدث يُعدّ من أبرز المنصات الاقتصادية على مستوى العالم.

وفي هذا السياق، تتحضّر سوريا للمشاركة بوفد رسمي رفيع المستوى برئاسة الرئيس أحمد الشرع، في خطوة إستراتيجية تعكس عودة دمشق إلى المشهد الاقتصادي الدولي، ضمن رؤية وطنية تسعى إلى الانفتاح الاقتصادي وإعادة الإعمار وتعزيز التنمية المستدامة.

استعداد سوري واسع ومشاركة فاعلة

يأتي التحضير السوري للمشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 تأكيدًا على الجدية في بناء شراكات عربية ودولية جديدة، واستقطاب رؤوس الأموال نحو مشاريع إنتاجية واستثمارية داخل البلاد.
ومن المقرر أن يضم الوفد السوري وزراء وخبراء وممثلين عن مختلف الفعاليات الصناعية والتجارية والاستثمارية، بما يعكس تنوع القطاعات السورية القابلة للنمو والانفتاح على الأسواق الإقليمية والدولية.

زياد الأوبري : المقومات موجودة والثقة تتنامى

يرى الصناعي زياد الأوبري أن مشاركة سوريا في هذا الحدث الاقتصادي العالمي تمثل مؤشراً واضحاً على الثقة الدولية المتزايدة بالاقتصاد السوري.

وقال في تصريح لصحيفة الحرية:

الترميم السريع الذي يشهده الاقتصاد السوري يشمل الإنسان قبل الصناعة، والمقومات متوافرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، مع دعم عربي ودولي متزايد لمسار الانفتاح الاقتصادي في سوريا.

وأضاف الأوبري أن الثقة بالحكومة السورية وعزمها على تدوير عجلة الإنتاج أعادا الحيوية إلى القطاعات الصناعية، مشيراً إلى أن جولات الرئيس الشرع في المناطق الصناعية عززت ثقة الصناعيين بقدرتهم على البناء والتوسع.
كما أكد أن الموقع الجغرافي لسوريا وتنوع مواردها يمنحانها أفضلية تنافسية، ولاسيما في مجالات الصناعة والسياحة والتجارة، لافتاً إلى أن الإنسان السوري لايزال أعظم استثمار في تاريخ البلاد.

أنس جود للحرية: الإنسان هو محور التنمية

من جهته، أكد أنس جود، رئيس غرفة تجارة وصناعة اللاذقية، أن الإنسان السوري هو محور التنمية وأساس الاستثمار الحقيقي، مشيرًا إلى أن قدرة السوريين على النهوض والبناء رغم الصعوبات تمنح البلاد ميزة تجعلها وجهة واعدة للاستثمارات طويلة الأمد.
وأوضح جود أن التحضير للمشاركة السورية في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 يعكس رغبة حقيقية في تعزيز التعاون الاقتصادي العربي–العربي، والانفتاح على مشاريع تنموية تتكامل مع رؤية 2030 السعودية، بما يخدم المنطقة بأكملها.
وأضاف:
زيارة الرئيس الشرع إلى السعودية تمثل نقطة تحوّل مهمة في العلاقات الثنائية، وخطوة عملية على طريق إعادة دمج سوريا في المشهد الاقتصادي العربي، بما يخدم مصالح الشعوب ويعزّز أمن واستقرار المنطقة.

آفاق استثمارية واعدة بعد المؤتمر

يتوقع خبراء الاقتصاد أن تكون مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 منطلقاً لمرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية خلال عام 2026، مع تزايد الاهتمام بالاستثمار في القطاعات الإنتاجية والطاقة المتجددة والبنى التحتية.

كما يُتوقع أن تعود رؤوس الأموال العربية تدريجياً إلى السوق السورية، مدفوعة بتحسن البيئة التشريعية والاستقرار النسبي، ما يعزز فرص النمو ويدعم التحول نحو اقتصاد أكثر كفاءة واستدامة.

نحو انفتاح اقتصادي متجدد

بهذه المشاركة المرتقبة، تؤكد سوريا استعدادها لتكون شريكاً فاعلاً في صياغة مستقبل الاستثمار في المنطقة، وتثبت أن الاقتصاد السوري يسير بخطا ثابتة نحو الانفتاح والتعافي، مستنداً إلى رؤية وطنية تستثمر في الإنسان والطاقة والشراكات الدولية.

Leave a Comment
آخر الأخبار