مشروع وطني لتحويل التعليم المهني إلى قوة إنتاجية.. آلاف المقاعد المدرسية من صنع الطلاب

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – دينا عبد  :

أطلقت وزارة التربية والتعليم مشروعاً وطنياً متكاملاً لإنتاج المقاعد المدرسية في مختلف المحافظات، بمشاركة فعّالة من طلاب ومعلمي التعليم المهني، في خطوة تعكس التوجّه نحو ربط التعليم بالإنتاج وتعزيز دور التعليم المهني في دعم الاقتصاد الوطني.

ويهدف المشروع، بحسب ما ذكرت مديرة التعليم المهني في وزارة التربية، سوسن حرستاني، خلال اجتماع اليوم، إلى تأمين احتياجات المدارس من التجهيزات الأساسية، وتأهيل الطلاب بالمهارات العملية التي تمكّنهم من دخول سوق العمل بثقة وكفاءة.

مشروع يجمع بين التعليم والإنتاج..

حرستاني أوضحت أن المشروع يعتمد على مرحلتين أساسيتين:

– الأولى: تصنيع المقاعد وتسليمها للمدارس وفق الحاجة.

– الثانية: تدريب طلاب التعليم المهني عملياً لتطبيق ما تعلموه نظرياً ضمن مشروع إنتاجي واقعي يخدم العملية التعليمية والمجتمع المحلي.

حرستاني: نعمل على تفعيل الورش الإنتاجية في المدارس والمعاهد الصناعية

وأضافت إن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لتحويل المدارس المهنية إلى مراكز إنتاجية صغيرة تسهم في تلبية احتياجات القطاع التربوي، وتعزز مفهوم العمل والإنتاج بين الطلاب، ليصبح التعليم المهني رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني.

تعزيز بيئة التعلم وتفعيل الورش الصناعية

وأكدت حرستاني أن مشروع إنتاج المقاعد المدرسية يسهم في تحسين بيئة التعلم داخل الصفوف، وتخفيف الأعباء عن المدارس التي تعاني من نقص في التجهيزات، كما أشارت إلى أن الوزارة تعمل على تفعيل الورش الإنتاجية في المدارس والمعاهد الصناعية لضمان استدامة تزويد المدارس بالمقاعد وفق المعايير المطلوبة.

وشددت على أن إشراك طلاب التعليم المهني في هذا المشروع يعزز لديهم روح العمل والإنتاج، ويجعلهم شركاء فاعلين في تطوير البيئة التربوية.

ورش تعليمية منتجة في دمشق والمحافظات

في دمشق، نفّذ طلاب ومعلمو التعليم الصناعي المشروع داخل ورش مجهزة بالتقنيات الحديثة، تحت إشراف مدرّسي الحرف والتدريب العملي، وأنتجوا عدداً كبيراً من المقاعد التي وُزعت على المدارس المحتاجة، في خطوة تهدف إلى تحسين بيئة التعلم وتخفيف الضغط عن الورش الخاصة.

وفي محافظة حماة، تم تصنيع أكثر من 25 ألف مقعد مدرسي بمشاركة طلاب التعليم المهني ومعلميهم، وبالتعاون مع المجتمع المحلي، حيث وُزعت المقاعد على المدارس في مناطق مثل الغاب وشمالي صوران والحمرا، ما ساهم في رفع جاهزية المدارس وتحسين ظروف التعليم.

أما في حمص، فقد بُدئ العمل في تصنيع المقاعد منذ نحو خمسة أشهر، ضمن جهود تهدف إلى سد النقص وتحسين بيئة التعلم، مع ضمان توزيع المقاعد بشكل دوري على المدارس المحتاجة.

وفي درعا، يواصل المعهد الصناعي تصنيع المقاعد بوتيرة عالية لتغطية الطلب المتزايد، مع الالتزام بجودة التصنيع، بما يحقق هدف الوزارة في توفير بيئة تعليمية مريحة ومحفزة.

خطة إنتاج شاملة في ريف دمشق..

كما أطلقت الوزارة في ريف دمشق خطة لإنتاج أكثر من عشرة آلاف مقعد مدرسي ضمن الثانويات الصناعية، بالتعاون مع المجتمع المحلي، بهدف تحديث التجهيزات المدرسية في المناطق الريفية واستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب.

مبادرة إدلب: تعليم منتج ومسؤولية مجتمعية

في إدلب، نفّذت المدرسة الصناعية في معرة مصرين مبادرة لتصنيع المقاعد بمشاركة الطلاب والمعلمين، ما منحهم خبرة عملية وزاد شعورهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، وأكد قيمة التعليم المنتج الذي يجمع بين المعرفة والعمل.

ونوّهت حرستاني بأن تصنيع المقاعد المدرسية هو مشروع وطني مستدام يعزز التعليم المهني، وهو مستمر في جميع المحافظات، حيث تم خلال الأشهر الأخيرة تسليم آلاف المقاعد للمدارس في مختلف المناطق، في خطوة تعكس نجاح التكامل بين التعليم المهني والقطاع التربوي.

التعليم المهني رافد اقتصادي واستثماري…

ترى وزارة التربية أن هذا المشروع لا يقتصر على سد النقص في التجهيزات، بل يمثل نموذجاً عملياً لتطوير التعليم المهني وتحويله إلى قوة إنتاجية وطنية تدعم الاقتصاد، وتبني جيلاً مؤهلاً علمياً ومهنياً لخدمة الوطن والمشاركة في تنميته.

Leave a Comment
آخر الأخبار