الحرية – ربا أحمد:
تعاني مدارس محافظة طرطوس من نقص حاد في الكتب المدرسية المطبوعة حديثاً، لا سيما في مواد الاجتماعيات والتربية الدينية، حيث لم يحصل معظم الطلاب على نسخهم حتى الآن، في حين بدأ المدرسون بتدريس المواد خشية التأخير في إنهاء المنهاج.
السيدة لبنى محمد، والدة أحد طلاب الصف السادس، أوضحت أن ابنها يضطر لحفظ المادة من صور ترسلها المعلمة عبر تطبيق «واتساب»، بينما تلجأ معلمة التربية الدينية إلى كتابة الدروس على السبورة ليقوم الطلاب بنقلها إلى دفاترهم، ما يؤدي إلى أخطاء في النقل والفهم والحفظ.
أما السيد أحمد الخليل، فقد اضطر لشراء الكتب من المكتبات لابنته في الصف التاسع الإعدادي خوفاً من التأخر في الدراسة، مشيراً إلى أن العديد من زملائها غير قادرين على تحمل تكلفة الشراء، في حين فضّل بعض المدرسين البدء بالتدريس لتفادي التأخير في إنهاء المنهاج.
من جهتها، أشارت السيدة غنوة عكيزي إلى تأخر بعض المدرسين في القرى عن بدء تدريس مواد الجغرافيا والتاريخ بسبب عدم توفر الكتب، حيث كانت التعليمات تقضي بكتابة الدروس على السبورة، إلا أن طول الدروس وصعوبتها يتطلبان شرحاً دقيقاً، بينما يُهدر الوقت في الكتابة والنقل.
المدرسة مايا ديوب أوضحت أنها بدأت بتدريس مادة التربية الدينية لطلاب الصف السادس عبر إرسال الصفحات من الكتاب الجديد في مجموعة “واتساب” الخاصة بالصف، كحل إسعافي مؤقت إلى حين توفر الكتب في المدرسة.
وأكد جعفر أحمد، صاحب مكتبة في مدينة طرطوس، أن الضغط على المكتبات ازداد بشكل كبير نتيجة لجوء الأهالي إلى طباعة الكتب، بعد أن طال انتظارهم لتسليمها من المدارس، حيث تتراوح أسعار الكتب بين 15 إلى 25 ألف ليرة سورية للكتاب الواحد.
يُشار إلى أن مذاكرات الفصل الأول بدأت في مدارس طرطوس رغم عدم توفر الكتب وتأخر البدء بتدريس المنهاج، بعد مرور أربعين يوماً على انطلاق الدوام الرسمي، ما أدى إلى حالة من التسرع والفوضى في الشرح، حيث طغى الكم على النوع والدقة، في محاولة من الكادر التدريسي لتعويض الأسابيع الضائعة.
وفي تصريح لصحيفة «الحرية»، أوضح مدير تربية طرطوس، مهند عبد الرحمن، أن سبب التأخير لا يعود إلى مديرية التربية، بل إلى المصدر، كون الكتب جديدة لهذا العام.
وأضاف إن التوجيهات صدرت لكل مدرس لتأمين نسخة من الكتاب الجديد وتدريسه للطلاب، مشيراً إلى أن المديرية غير قادرة على الطباعة وسد احتياجات المدارس، نظراً لوجود مؤسسة عامة مختصة بالطباعة.