الحرية- باسم المحمد:
كعادته، فضّل الرئيس الشرع مصلحة بلده وتأمين احتياجات شعبه، على البروتوكولات، إذ بدأ منذ أن وطأت قدماه أرض المملكة العربية السعودية للمشاركة في منتدى “مستقبل الاستثمار”، بسلسلة لقاءات مهمة، مع المستثمرين والمديرين التنفيذيين لكبريات الشركات الدولية والإقليمية ورجال الأعمال، لتوضيح رؤية سوريا الاقتصادية والتنموية مستقبلاً، والحوار المستفيض لتبديد المخاوف وردع التردد.
وهذا الأمر لم يكن يقتصر على المشاركة في المنتدى، بل أعرب السوريون عن تقديرهم لحرص السيد الرئيس على حضور توقيع جميع الاتفاقيات التي تم توقيعها في دمشق خلال الأشهر الماضة، والتي أعطتهم مؤشراً على أن الدولة السورية بكل مستوياتها حريصة على متابعة الملفات الاقتصادية والمعيشية، وأنها لن تدخر جهداً في إعادة الإعمار.
كلام الرئيس الشرع أمس في إحدى جلسات المنتدى، كان نابعاً من قلب مؤمن بمستقبل مشرق لسوريا، يحمل في مضامينه كل معاني الرغبة في التعاون مع المجتمع الدولي والحاضنة العربية، ويؤكد على كرامة الشعب السوري الأصيل، الذي اشتهر منذ الأزل بمبادرته في تقديم المعونات لشعوب الأرض، وإغاثته الملهوف بغض النظر عن عرقه أو دينه، مشدداً على أن إعادة بناء سوريا سيكون من خلال الاستثمار، وليس من خلال المساعدات والمعونات.
إنّ وجود القائد مع شعبه على الأرض، وتموضعه في الصف الأول ضمن معركة البناء (كما كان في معركة التحرير)، وإعلانه عن استعداده لتقديم ما تبقى من عمره ليرى سوريا ناهضة وقوية، ووعده ببنائها من جديد، لتصبح في مراتب اقتصادية متوازنة على المستوى الإقليمي والدولي، وفي مصافّ الدول الكبرى اقتصادياً خلال عدة سنوات، سيضع كل سوري محب لبلده أمام المحك، ليسهم الجميع في تحقيق حلم السوريين، كل حسب إمكاناته وموقعه، بالعودة إلى تاريخنا المشرف، وبناء المستقبل لأبنائنا.
لهذا يمكن وصف كلام الرئيس أمس بأنه الإعلان عن معركة جديدة سيساهم فيها كل الشرفاء، معركة ردع التردد وشحذ الهمم.. والأمل كبير بأن تكون نتائجها مشرّفة كما كانت “ردع العدوان”.