الحرّية – خليل حسين:
أثار اختطاف مدير مدرسة صلاح الدين الصبّاغ في مدينة تل أبيض، صباح الأحد، موجة غضب واسعة في الأوساط التعليمية والشعبية، بعد أن تعرّض للتعذيب على يد مجموعة مسلّحة مجهولة الهوية.
والمعلم، الذي اختُطف لساعات قبل أن يُطلق سراحه، ظهر في تسجيل مصوّر من إحدى كاميرات المراقبة، وقد بدا عليه آثار الضرب والكدمات، فيما لم تكن السيارات المستخدمة تحمل لوحات تعريفية، ما زاد من غموض الحادثة.
ورداً على الحادثة، نفّذ المئات من المعلمين والتلاميذ والمدنيين اعتصاماً مفتوحاً، صباح الإثنين، أمام مدرسة صلاح الدين الصبّاغ، مطالبين بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم علناً.
المعلم محمد الخليل، أحد المشاركين في الاعتصام، قال لـ«الحرّية»: «ما حدث إهانة لكل سكان تل أبيض، والاعتصام شاركت فيه جميع شرائح المجتمع، لأن الاعتداء على الأستاذ جمعة هو اعتداء على التعليم وعلى كرامة المنطقة».
وأضاف: «الاعتداء سبقته تهديدات موثّقة عبر مواقع التواصل، واليوم نحن في اعتصام مفتوح من قبل أكثر من 300 مدرسة في المنطقة، حتى يُقدَّم الجناة إلى القضاء».
وبعد ساعات من حادثة اختطاف المعلم، تعرّض مواطن آخر، لحادثة مشابهة قرب قرية المنكلي جنوب تل أبيض، حيث تم تشليحه أمواله والاعتداء عليه بالضرب، وسرقة مبلغ 14 ألف دولار كانت بحوزته.
المدرّس علي الإبراهيم ناشد وزارات الداخلية والدفاع والتربية «بوضع حدّ لحالة الفلتان الأمني»، مؤكداً أن «ما يجري يهدّد السلم الأهلي ويقوّض هيبة المؤسسات».
دائرة التربية والتعليم في تل أبيض أصدرت بياناً أدانت فيه اختطاف المعلم، واعتبرت أن «ما حدث يشكّل صدمة عميقة لكل معلّم ومعلّمة، فهو ليس استهدافاً لشخص بعينه، بل اعتداء على رسالة التعليم وقيم الاحترام والمعرفة».
وطالبت المديرية بـ«الإعلان العلني عن أسماء الجناة ومن يقف خلفهم، ومحاسبتهم على مرأى الجميع، ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة المعلّم أو هيبة المؤسسة التربوية».
بحسب ما نُشر على مواقع التواصل من معلّمي تل أبيض، فإن المعلم كان قد قدّم شكوى رسمية ضد محاولة غشّ في الامتحانات، حيث حاول أحد عناصر الجيش الوطني تقديم الامتحان عن أخيه، وعند كشف الأمر، بدأت التهديدات بالقتل تصل إلى الأستاذ، مع وجود محادثات تثبت ذلك.
اختطاف مدير مدرسة في تل أبيض يثير موجة احتجاجات واسعة
			
									Leave a Comment
					Leave a Comment