الحرية – وداد محفوض:
تستمر بورصة أسعار لحم الفروج بالارتفاع في أسواق طرطوس، حيث تراوح سعر الكيلوغرام من الفروج المنظف بين 27 و33 ألف ليرة سورية، مع تفاوت ملحوظ بين المحال التجارية، ما دفع الكثير من المواطنين إلى التقليل من شرائه في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
وفي جولة لمراسلة صحيفة “الحرية” على الأسواق، بين المواطن إبراهيم السقا أن أسعار الفروج شهدت زيادة مستمرة خلال الأسبوع الماضي ولاتزال مستمرة حتى اليوم، مع تباين واضح في الأسعار من محل لآخر، ومن منطقة لأخرى، ليصل لـ 35 ألف ليرة للكيلو ، وكذلك أجور التنظيف تختلف أيضاً من محل إلى آخر، ويجد المستهلك صعوبة في اختيار المحل الأرخص، في ظل غياب الرقابة والتسعير الواضح من الجهات المعنية.
وأعربت منيرة كارة عن استغرابها من ارتفاع أسعار الفروج بشكل يومي، و أن البائعين يبررون ذلك بارتفاع سعر الدولار، متسائلة عن العلاقة بين ارتفاع الدولار وأسعار الفروج الذي يُنتج محلياً.
من جانبه، أكد وسيم سليمان بائع مفرق أن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة تكاليف شراء الفروج من التجار، ما يضطرهم إلى رفع الأسعار لتعويض هذه التكاليف.
وأضاف إن زيادة أسعار الكهرباء التي فرضتها وزارة الكهرباء مؤخراً ستساهم أيضًا في رفع تكاليف الإنتاج، وبالتالي زيادة الأسعار بشكل عام التي يتحملها المستهلك.
وبين محمد الوسوف بائع مفرق أن قرار وزارة الاقتصاد والصناعة في العاشر من آب الماضي بوقف استيراد الفروج المجمد، أسهم في رفع أسعار الفروج المحلي، حيث كان الفروج المجمد يباع بأسعار أقل من تكاليف الإنتاج المحلي، كما لفت إلى أن تذبذب سعر الصرف بين الليرة السورية والدولار، وأجور النقل المرتفعة، وأسعار الكهرباء الجديدة، تساهم جميعها في زيادة الأعباء المالية على المربين والمستهلكين على حد سواء.
من جهته، أوضح حاتم قشعور، صاحب مداجن لتربية الدجاج وبائع جملة، أن “فراغ السوق” من الفروج مكتمل العمر ونقص الصيصان للتربية، إلى جانب إصدار قرار بمنع استيراد الفروج المجمد، في ٱب الماضي ساهم في رفع أسعار لحم الفروج حالياً.
منوهاً بأنه في الأشهر الماضية حاول المربون بيع الفروج من عمر 30 إلى 45 يوماً خوفاً من النفوق، وسط طاقة إنتاجية عالية للمداجن وأعداد كبيرة من الفروج، ونتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم قدرة المربين السيطرة عليها، أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منها، وبالتالي انخفاض في الأسعار بشكل سريع وواضح، ما اضطر أصحاب المداجن لطرح الفروج في الأسواق بأسعار منخفضة، وهو ما يُعرف بـ”كثرة العرض”.
وكذلك أثرت موجة الحرارة على أمات الفروج، والتي كان عددها أكثر من مليون دجاجة بياضة في المفاقس تُنتج صيصاناً للتربية، لكن نفق نصف عددها، ما أدى إلى نقص في عدد الصيصان، ومسبباً خسائر جسيمة للمربين وخروج عدد كبير منهم من العمل لفترات طويلة والمستمرة حتى اليوم وبالتالي عودة ارتفاع أسعار الفر ج بالأسواق.
وتوقع أن هذا الارتفاع في الأسعار سيكون مؤقتاً، مع احتمالية انخفاضها مجدداً عند عودة بعض المداجن المتوقفة مؤقتاً إلى العمل، وتربية الأفواج الجديدة من الصيصان.
وأضاف قشعور إن تسعيرة الفروج الحي من أرض المزرعة تتفاوت حالياً بين 20 إلى 23 ألف ليرة سورية للكيلوغرام، لكنها لا تظل ثابتة، مشيراً إلى أن تجار التوزيع يتحكمون في الأسعار ويفرضونها بما يتناسب مع مصالحهم، خاصة في حال كساد أعداد الفروج في المداجن أو خشية أصحابها من انتشار الأمراض، وفي هذه الحالات، يُضطر المربون إلى بيع الفروج بخسارة قد تصل إلى 16 ألف ليرة للكيلوغرام، ما يعني أن خسائرهم تكون بالملايين.
كما أشار قشعور إلى أن هذه الخسائر قابلة للزيادة بعد قرار رفع أسعار فواتير الكهرباء الذي طُبق بدءاً من بداية شهر تشرين الثاني الحالي موضحاً أن ارتفاع سعر صرف الدولار أثر بشكل كبير عليهم كمربين، حيث إن أسعار الأعلاف والمواد الأخرى الضرورية لإنتاج الفروج مرتبطة ارتباطاً مباشراً بسعر الدولار، ما يزيد من الأعباء المالية على المربي.
وأجمع كل من التقيناهم أن قطاع الدواجن يواجه تحديات كبيرة، وطالبوا بضرورة اتخاذ خطوات لدعم المربين، من خلال توفير الأعلاف بأسعار معقولة، وإعفاء المستلزمات الزراعية من الرسوم الجمركية، وتقسيط سداد القروض المأخوذة سابقاً والتي أدت إلى خروج كثير من المداجن في المحافظة من سوق العمل لعدم قدرة أصحابها على السداد، واضطرارهم لبيع مداجنهم بالمزاد العلني وبأقل من قيمتها الحقيقية، ولا بد من تشديد الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار، وتفعيل آلية تسعير واضحة وعادلة تتماشى مع تكاليف الإنتاج، وضرورة تحسين القدرة الإنتاجية للقطاع الزراعي وتنظيمه بشكل أفضل لتحقيق استقرار في الأسعار وتلبية احتياجات السوق المحلية بشكل مستدام.