شراكة خضراء بين الفرات والأمازون في قمة المناخ العالمي  COP30

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- آلاء هشام عقدة  :

في ظل التحديات المناخية التي يواجهها العالم بشكل عام، والدول النامية بشكل خاص بدءاً من التلوث الصناعي، والاحتباس الحراري، موجات الجفاف والتصحر، الاحتباس المطري، الفيضانات والحرائق، و صولا إلى انعكاسها على الغطاء النباتي، والقطاع الزراعي وبالتالي على الأمن الغذائي والمائي، تنعقد قمة المناخ العالمي (COP30)  في مدينة بليم الواقعة على نهر الأمازون، في البرازيل ذات المساحات الشاسعة من الغابات وأهمها غابة الأمازون.

الدكتورة منى بيطار رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية  في جامعة اللاذقية  أكدت لصحيفتنا “الحرية” أن مشاركة سوريا في هذا المؤتمر تأتي في ظل تحديات خطيرة تواجهها منها بيئية ( توسع التصحر، تدهور كبير في الغطاء النباتي، تراجع الموارد المائية، والاعتماد المحدود على مثادر الطاقة المتجددة)، وأخرى اقتصادية متزايدة سببتها سنوات الحرب السابقة، إضافة الى العزلة السياسية التي فرضها  النظام البائد.

وأضافت بيطار: كل  ما سبق جعل من سوريا دولة ذات اقتصاد هش وضعيف، تماما كما مناخها الهش، فوفقا لتقارير البنك الدولي المنشورة فإن سورية تعتبر من بين الدول  الأكثر هشاشة مناخيا في منطقة الشرق الاوسط .

من هنا تأتي أهمية مشاركتها في هذه القمة، لتمثل فرصة حقيقية بل تاريخية لها تستطيع من خلالها توجيه رسالة إلى العالم بأنها تتعافى وتعمل على كافة الأصعدة الاقتصادية منها، و المناخية والسياسية، والاجتماعية. بدءاً من إعادة الإعمار وصولاً إلى نهضة بيئية للمناخ.

ونوهت بيطار إلى أن سوريا تسعى من خلال مشاركتها هذه ، إلى كسرالعزلة السياسية والانخراط دولياً، والسعي نحو دبلوماسية الانفتاح والتوازن ، و التكامل مع دول أمريكا اللاتينية ودول الجنوب العالمي ،كما سعت لبناء علاقتها مع دول الشرق، وتحاول إعادة تاهيل دورها كفاعل مؤثر في الساحة الدولية من خلال عرض خططها لخفض الانبعاثات الحراربة،   و تقييم فرص التقدم في الالتزامات المناخية، مما يمكنها من مواجهة التحديات البيئية، فقد حملت سوريا مشروعاً طموحاً بعنوان” شراكة خضراء ببن الفرات والأمازون” يربط بين بيئتين حيويتين عريقتين في الشرق والغرب.

طرح مشروعات قابلة للتمويل

يمكن لسورية أن تستفيد أيضا من هذه المشاركة من خلال تقديمها لمشروعات وطنية قابلة للتمويل من صناديق المناخ الدولي كالصندوق الاخضر للمناخ، الذي يدعم برامج إعادة التشجير وتنمية الطاقات المتجددة، وبذلك تؤمن التمويل اللازم لمثل هذه المشروعات، و تستفيد من فرص الدعم لجهود التنمبة المستدامة.

تعزيز التعاون الدولي في مجال الاقتصاد الأخضر

أيضا تعتبر المشاركة فرصة لسورية لعقد اتفاقيات ثنائية مع الدول المشاركة ممثلة بقادتها، أو رؤوساء وفودها في المؤتمر وذلك بهدف تعزيز التعاون الدولي في مجالات الاقتصاد الاخضر وما يؤديه من دور في تحقيق التنمية المستدامة.

ونوهت بيطار إلى ان أهمية هذه المشاركة تأتي أيضاً بكونها تساعد سورية على الانفتاح على دول الجنوب العالمي مما يساعدها  على توسيع خياراتها بعيدا عن الضغوط الغربية ، الأمر الذي يعزز من موقعها ضمن محور البريكس الذي بات يفرض نفسه كقوة اقتصادية على الساحة الدولية.

Leave a Comment
آخر الأخبار