في قمة المناخ بالبرازيل.. سوريا تتطلع إلى الاستثمار لإعادة الإعمار الأخضر إليها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- حسام قره باش:

انطلاقاً من كلمته أمام مؤتمر قمة المتاخ العالمي (COP30) في مدينة بيليم بالبرازيل وتأكيده “التزام سوريا بحماية البيئة والمناخ من أجل مستقبل آمن ومستدام لشعوب المنطقة”، يوجه الرئيس أحمد الشرع رسالة للعالم بأن سوريا ملتزمة بكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تهتم بالبيئة والحفاظ عليها نظيفة ومستدامة للأجيال القادمة.

التعاون البيئي

وبهذا السياق، يوضح مدير البيئة سابقاً في محافظة دمشق والخبير البيئي المهندس هادي عواد لصحيفة “الحرية” أن البيئة تجمع دول العالم على طاولة واحدة كونها مسؤولية الجميع والكل ملزم بالتعاون والدعم لدرء الأخطار البيئية وتقديم التمويل والدعم التقني اللازمين لمواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ وتأثيره السلبي على القطاعات الحيوية كالزراعة والمياه ليس على سوريا وحدها بل يشمل الجوار الإقليمي لها أيضاً، ما يجعل التعاون حاجة ماسة لمواجهة مخاطر الجفاف وندرة المياه والتصحر والهجرة.

ويتطلع عواد إلى أن تكون نتائج المؤتمر واضحة لدمج البعد البيئي في جميع القطاعات كالطاقة من خلال التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة التي أشار إليها الرئيس في كلمته بالمؤتمر، وكذلك في الزراعة من خلال تطوير الخطط التنموية بترشيد المياه والاعتماد على التقنيات الحديثة وتجنب كل ما يضر البيئة والإنسان.

وبما يتعلق بقطاع المياه، تطرق عواد إلى أهمية وضع خطةإدارية متكاملة للموارد المائية ومعالجة مياه الصرف وإعادة تدويرها لاستخدامها دون هدر.

وبدوره أكد على أهمية التشاركية في المعالجة لمشاريع المياه المشتركة ومكافحة التصحر وتبادل الخبرات مع الدول ذات التجارب العالمية البيئية وتطبيقها على الأرض وجذب التمويل للمشاريع البيئية من صندوق المناخ الأخضر والمنظمات الدولية الداعمة لهذه المشاريع والاستفادة من آليات استخدام التكنولوجيا النظيفة.

أوجه الدعم والاستثمار

سوريا جزء من هذا العالم، والتغير المناخي يفرض سطوته القاسية عليه، لذلك لا بد من أن يتوجه الاهتمام العالمي بالمناخ إلى الدول المتضررة كثيراً من هذه التغيرات المناخية ومنها سوريا من خلال عدة نقاط يبرزها مدير البيئة سابقاً في تقديم التمويل العاجل للمشاريع البيئية ومشاريع المياه والصرف الصحي وإنشاء بيئة تحتية لتجنب الكوارث الصحية ودعم أنظمة الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية من فيضانات وعواصف وحرائق وغيرها، ودعم المشاريع التي تركز على الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ العالمي.

وركز عواد في حديثه للحرية  على تمويل إعادة الإعمار الأخضر والمدمَر باستخدام تقنيات حديثة للبيئة وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستخدامها في تنمية القطاع الزراعي والصناعي وإسهامه في بناء سوريا الحديثة، إضافة إلى إعادة تأهيل نظم البيئة المتضررة من غابات وأراض زراعية، مشدداً على أهمية الاستثمار في أنظمة الري الحديثة وإدارة المياه ودعم الاستثمارات الزراعية كون سوريا بلداً زراعياً هاماً والعمل على إدارة النفايات واستثمارها بإعادة تدويرها للاستفادة منها في أوجه أخرى.

المخاطر البيئية

تأتي أهمية المؤتمر ومشاركة سوريا فيه  لأهميته في مواجهة التحديات ومحاربة الأخطار التي تهدد الأمن الغذائي مع تراجع المساحات المزروعة وانخفاض مستويات الإنتاج الزراعي وهجرة اليد  العاملة في الزراعة للأراضي وإعادتها للعمل في الحقول كما يشير عواد، منوهاً بمخاطر تراجع معدلات الهطولات المطرية وتكرار موجات الجفاف وتضرر شبكات ومصادر المياه كانخفاض منسوب نهر الفرات بشكل غير مسبوق وانخفاض مستوى المياه الجوفية واستنزافها وزيادة التصحر واستنزاف الغطاء الأخضر من خلال القطع الجائر للأشجار وحرائق الغابات وغيرها.

عواد ختم حديثه بالقول إن الحفاظ على البيئة مسؤولية إنسانية وأمانة في أعناقنا للحفاظ على بيئة نظيفة ووضع الخطط التنموية المستدامة لها والحفاظ على مخزون الموارد الطبيعية والإقلال من هدرها للأجيال القادمة.

Leave a Comment
آخر الأخبار