الذهب البرتقالي يتحول إلى عبء ثقيل على أكتاف المزارعين في جبلة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

يعيش مزارعو الحمضيات في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية موسمهم هذا العام بوجع صامت.
الأشجار محملة بالثمار، تفوح رائحة البرتقال في الطرقات، لكن خلف هذا المشهد البهي وجوه متعبة وقلوب مثقلة بالخيبة.

موسم الوفرة مع الخسائر

في قرية غنيري بريف جبلة يروي أبو حسام لصحيفة «الحرية» حكايته بمرارة قائلاً:  الإنتاج هذا العام وفير ولكن رغم ذلك لا يغطي المصاريف، حيث يقوم بري الأرض وتقليم الأشجار وتجهيزها للقطاف، مبيناً أن كل ذلك يحتاج إلى جهد وتكلفة، وفي النهاية يضطر لبيع المحصول بسعر أقل من تكلفة إنتاجه.
لا يختلف حال أبو أحمد من قرية بسيسين كثيراً وهو يقف أمام أكياس اليوسفي ( الكرمنتينا) المصطفة على جانبي الطريق يراقبها بصمت وحسرة، مؤكداً أنه كان ينتظر موسم البيع بفارغ الصبر، بوجه يملؤه الفرح والأمل مبيناً أن الواقع خالف التوقعات هذا العام، فالثمار تبقى على الأشجار لغياب حركة السوق كما كانت في السابق، مضيفاً أن ما لا يباع من المحصول يوزع على الناس حتى لا يتكدس ويهدر.
وفي السياق نفسه أشار أبو علي الذي ورث بستانه عن والده، إلى أنه أصبح يشعر أن الشجر عبء عليه حيث يحتاج إلى رعاية ومصاريف، لافتاً إلى أنه في كل عام تتكرر نفس الحكاية مع التجار حيث يشترون المحصول بأبخس الأسعار.

أسعار السوق المتذبذبة

الأرقام الرسمية تؤكد أن الحمضيات ما تزال ركيزة أساسية في اقتصاد المنطقة.
حيث أشار المهندس باسل ديوب رئيس دائرة زراعة جبلة إلى أن عدد أشجار الحمضيات في المنطقة يبلغ نحو 2.1 مليون شجرة، منها أكثر من مليوني شجرة مثمرة، فيما تصل مساحة الأراضي المزروعة إلى نحو 7 آلاف هكتار، والإنتاج الأولي لهذا الموسم يقارب 86 ألف طن.
وأكد المهندس ديوب ” للحرية ” أن السوق يعيش حالة من التذبذب بين العرض والطلب ، ما يؤثر على الأسعار مبيناً أن سعر الكيلو غرام الواحد من الليمون الحامض يُباع بحوالي 6 آلاف ليرة سورية، بينما لا يتجاوز سعر البرتقال أبو صرّة 3 آلاف  ليرة سورية.
لافتاً إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه المزارع هو الجفاف وقلة المياه ما ينعكس مباشرة على جودة الإنتاج وكميته.
على الطريق الممتد بين جبلة وجبالها، تبقى رائحة البرتقال تعبق في الهواء، وكأنها تقول بإصرار:
رغم التعب والخسارة… الحياة ما زالت هنا.

Leave a Comment
آخر الأخبار