اقتصاد المعرفة في سوريا.. طريق حتمي نحو التنمية المستدامة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – رشا عيسى:

يُشكل بناء اقتصاد المعرفة في سوريا تحدياً استراتيجياً يتطلب رؤية طويلة الأمد وتعاوناً وطنياً شاملاً، رغم الصعوبات الاقتصادية الراهنة.
وفي حديثٍ خاص لـ ” الحرية”، أوضح الباحث الدكتور إيهاب الديباجة أن التحول نحو اقتصاد المعرفة ضرورة حتمية لمستقبل سوريا، مشيراً إلى امتلاك البلاد طاقات بشرية كبيرة، وخاصة بين فئة الشباب، يجب استثمارها وتوجيهها مؤسساتياً لخدمة التنمية المستدامة.

رأس المال البشري والتعليم ركيزة أساسية

أكد الديباجة أن تطوير التعليم والتدريب هو الخطوة الأولى لبناء اقتصاد المعرفة في سوريا، مشدداً على تحديث المناهج من المراحل الابتدائية وحتى الجامعات لتشمل مهارات التفكير النقدي، الإبداع، وحل المشكلات.
كما دعا إلى تعزيز تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتشجيع الطلاب على الالتحاق بها، إضافةً إلى الاهتمام بالتعليم المهني والتقني لتلبية احتياجات سوق العمل المتغير، وتوفير فرص تعلم مدى الحياة لمواكبة التطورات التكنولوجية.
وأشار إلى أهمية استقطاب الكفاءات السورية المهاجرة عبر حوافز وتشريعات محفزة تتيح الاستفادة من خبراتهم الدولية.

البنية التحتية الرقمية والتحول الإلكتروني

شدد الديباجة على أن تحسين البنية التحتية الرقمية يشكل أساسًا لبناء اقتصاد المعرفة، من خلال توسيع خدمات الإنترنت السريع إلى جميع المناطق، وإنشاء شبكات ألياف ضوئية حديثة ومراكز بيانات متطورة.
كما أكد ضرورة تعزيز الأمن السيبراني والتحول إلى الحكومة الإلكترونية لتسهيل المعاملات وتقليل البيروقراطية.

الابتكار والبحث العلمي مفتاح التنمية

دعا الديباجة إلى زيادة الإنفاق على البحث والتطوير، وربط الأبحاث الجامعية باحتياجات السوق والصناعة، كما شدد على دعم الشركات الناشئة عبر إنشاء حاضنات أعمال ومسرعات ابتكار، مع ضرورة تطوير بيئة تشريعية تحمي الملكية الفكرية وتشجع الاستثمار والإبداع.

تشريعات داعمة وبيئة استثمارية مشجعة

وأشار الديباجة إلى أهمية تحديث القوانين الاقتصادية وتبسيط إجراءات تأسيس الشركات، إضافة إلى توفير أدوات تمويل جديدة مثل رأس المال المخاطر والتمويل الجماعي لدعم رواد الأعمال والمشاريع الناشئة.

ثقافة الابتكار وريادة الأعمال

أكد الديباجة أن تعزيز ثقافة الابتكار بين الشباب السوري ضرورة لتحقيق التحول الاقتصادي، داعيًا إلى تنظيم مسابقات وجوائز للمبتكرين، وإنشاء مراكز ابتكار وطنية تحتضن الأفكار المبدعة وتحولها إلى مشاريع عملية.

التحديات والفرص المستقبلية

رغم التحديات المتمثلة في الاستقرار الأمني والسياسي والعقوبات الاقتصادية التي تعيق استيراد التكنولوجيا، يرى الديباجة أن الحل يكمن في الاعتماد على القدرات الذاتية والتعاون الإقليمي لتجاوز القيود المفروضة.
وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار تمثل فرصة لدمج مفاهيم اقتصاد المعرفة في مختلف القطاعات، بما فيها التعليم، الصحة، والمواصلات، من خلال توظيف التقنيات الحديثة.

الطريق نحو المستقبل

وختم الدكتور الديباجة حديثه بالتأكيد على أن التحول الرقمي بات ضرورة وطنية لا غنى عنها لتطوير الاقتصاد السوري وخلق فرص جديدة في مجالات الابتكار وريادة الأعمال، وقال: “رغم التحديات، فإن سوريا تمتلك الإمكانيات البشرية والمعرفية التي تمكّنها من التحول إلى اقتصاد معرفي مزدهر يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المستقبلي.”

Leave a Comment
آخر الأخبار