4.4 ملايين سائح هذا العام.. خطة لوضع السياحة السورية على الخارطة العالمية

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – ميليا اسبر:

أكد معاون وزير السياحة لشؤون الإستثمار والتطوير المهندس غياث الفراح في تصريح خاص لـ “الحرية” أن السياحة في سوريا شهدت بعد التحرير نهضة جيدة رغم كل التحديات ونقص الخدمات والبنى التحتية المتهالكة والمدمرة، حيث تم العمل على توحيد الجهود من قبل وزارة السياحة والجهات العامة الأخرى المرتبط عملها بها، وأيضاً العمل على تطوير الخدمات في القطاع السياحي والمنشآت السياحية للمرحلتين الحالية والقادمة وصولاً لتحقيق نسب أعلى في القدوم والإيرادات، منوهاً بمضاعفة الجهد من أجل تفعيل القطاع السياحي، وإعادته إلى ألقه مجدداً لنشهد مواسم سياحية جيدة تضع سوريا على الخارطة السياحية العالمية بشكلها الصحيح.

الفراح: 4.4 ملايين سائح دخلوا البلاد هذا العام

الأرقام مبشرة

وكشف الفراح أن الوزارة تسير بخطا جيدة وفق خطتها لأعوام 2025 – 2030 والأرقام مبشرة جداً، حيث سجلت السياحة انتعاشاً لافتاً، وبلغ عدد السياح الذين دخلوا إلى سوريا حوالي (4.4) ملايين سائح، وذلك نظراً لتنامي عدد السياح الأجانب والعرب ومنهم المستثمرون القادمون لاستكشاف الفرص الواعدة والسياحة في الوقت ذاته، ومن المتوقع ازدياد العدد في الموسم الصيفي القادم، مضيفاً إنه يتم العمل على زيادة هذه الأعداد خاصة من دول الخليج العربي ودول أخرى ، إضافة إلى عودة المغتربين السوريين الذين دخلوا لسوريا حيث إن أغلبهم أقاموا في المنشآت السياحية وعددهم جيد جداً حيث يمكن اعتبارهم سياحاً، ومعظمهم رجال أعمال يرغبون بالإستثمار والمشاركة في نهضة سوريا وإعادة الإعمار، لافتاً أنه خلال المراحل القادمة ستكون هناك أعداد مضاعفة من السياح وفق خطة وزارة السياحة، حيث ستؤمن قطعاً أجنبياً لخزينة الدولة وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.

مشاريع استثمارية

وفيما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية كشف معاون الوزير أن الوزارة طرحت عدداً كبيراً من المشاريع الاستثمارية على نوعين منها المنشآت السياحية القائمة التي بحاجة لإعادة تأهيل وتطوير لتواكب التطور الحاصل في القطاع السياحي والفندقي، وعدد كبير من الأراضي والمواقع العائدة للوزارة أو للجهات العامة الأخرى، مؤكداً وجود إقبال جيد من المستثمرين، كما سنشهد في السنوات القريبة القادمة نهضة في القطاع السياحي من حيث المنشآت الجديدة التي سيتم تشييدها أو المنشآت القائمة التي سيعاد تأهيلها وتطويرها لتواكب السويات العالمية وتحقق عدد الأسرّة وكراسي الإطعام اللازمة لاستيعاب عدد السياح الذي نأمل أن يزداد في المراحل القادمة نتيجة تحسن الأوضاع في سوريا، والعلاقات الجيدة مع الجوار، وكذلك الترويج الذي نسعى للمبادرة إليه واستقدام سياح من مختلف دول العالم وفتح أسواق سياحية جديدة إلى سوريا، موضحاً أن وزارة السياحة تعمل وفق خطة استراتيجية لأعوام 2025-2030 وتسعى من خلالها لمضاعفة عدد السياح ليعود القطاع السياحي للمساهمة بالناتج المحلي بشكل فعال، علماً أن السياحة خلال الحرب كانت قد تأثرت من ناحية الاستثمارات والقدوم السياحي، وشهدت تراجعاً كبيراً نتيجة عزلة سوريا التي خلفتها سياسات النظام البائد، وعزوف الاستثمارات.

أهمية السياحة اقتصاديّاً

وعن أهمية السياحة اقتصادياً ومساهمتها بالناتج المحلي بيّن الفراح أن السياحة لا تعد مجالاً للترفيه فقط، إنما أصبحت حاجة اجتماعية واقتصادية وبيئية ، فهي صناعة وتجارة بآن واحد، أوجدت مجالات عمل متنوعة، ونشطت اقتصادات الدول من خلال زيادة الاستثمارات، وإدخال القطع الأجنبي، وأوجدت تواصلاً اجتماعياً بين السياح والمواطنين، كما أنها دافع للحفاظ على البيئة، من خلال المشاريع التي تساعد بتطويرها.
مشيراً إلى أن سوريا تتمتع بموقع جغرافي يتوسط طرق التجارة العالمية، ومناخ معتدل، وتنوع تضاريسي وموروث حضاري ضخم، تكلل ذلك كله بمواقع أثرية تحكي قصة شعب سطر تاريخ البشرية، ويرى الفراح أنه انطلاقاً من ذلك نسعى لعودة مساهمة السياحة بالناتج المحلي بشكل كبير، والوصول عام 2030 للمساهمة بنسبة تتجاوز 30% من الناتج المحلي، واستعادة السياحة ألقها لتكون من روافد الخزينة العامة للدولة وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية بمختلف مناطق سوريا.

استعادة مكانة سوريا السياحية

معاون وزير السياحة ذكر أن هناك إجراءات تقوم بها الوزارة من أجل استعادة مكانة سوريا السياحية الداخلية والخارجية ، كذلك تعمل على خطة ترويجية تسويقية واعدة، من خلال المشاركة الواسعة في المعارض والأسواق الدولية العالمية للترويج لسوريا والمواقع السياحية الأثرية، الدينية، التاريخية، الطبيعية، واستعادة القدوم السياحي من خلال الاتفاقيات التي تعقد بين مكاتب ومؤسسات السياحة والسفر في سوريا والمكاتب والمؤسسات المشاركة في هذه المعارض والفعاليات الدولية، وهناك أكثر من ثلاثين معرضاً سياحياً عالمياً سنوياً سيكون لسوريا مشاركة كبيرة فيها في المرحلة القادمة

منوهاً أيضاً بوجود خطة لإقامة أيام وليال سياحية سورية في البلدان المستهدفة التي نسعى لإستقدام السياح منها، ونسعى لتنفيذها بالشكل الأمثل بهدف استعادة مكانة سوريا كمقصد سياحي هام في الشرق الأوسط.

صعوبات

وحسب معاون وزير السياحة يوجود صعوبات تواجه قطاع السياحة خلال الفترة الحالية هي البنى التحتية المتهالكة التي تم استهدافها بالقصف من قبل النظام البائد خلال سنوات الحرب ، لكن اليوم هناك تضافر لجهود مختلف القطاعات والجهات العامة في سوريا لتنفيذ وتأهيل البنى التحتية بما يساهم بتحقيق نهضة وانطلاقة القطاع السياحي في مختلف المناطق، خاتماً حديثه بالقول إنه بعد التحرير أصبح هناك تكاتف من كل الجهات والشعب السوري للمساهمة بإعادة البناء والإعمار، وتحقيق نقلات نوعية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إذ تعد السياحة قطاعاً واعداً يساهم في نهضة البلاد ورفع مستوى الدخل للمواطن السوري وجعل سوريا وجهة وقبلة سياحية هامة في المرحلة القادمة .

 

Leave a Comment
آخر الأخبار