القدموس مدينة السحر  والجمال … تغيب عنها الاستثمارات السياحية والاقتصادية

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- سمر رقية:

مدينة  القدموس من المدن الجبلية  السياحية الجميلة التابعة لمحافظة طرطوس، تقع في السلسلة الجبلية الساحلية مع حدود منطقة الشيخ بدر جنوباً، ومحافظة حماة شرقاً، وعلى طريق بانياس مصياف، تبعد عن محافظة طرطوس 65كم، تحيط بها الطبيعة الرائعة من كل جانب، وتكسو جبالها غابات السنديان والصنوبر وأنواع عديدة من الشجيرات البرية ، وتنتشر على سفوحها ومدرجاتها،  الأشجار المثمرة  كالتفاح،  واللوز والزيتون، وتتمتع القدموس بمناخ معتدل جميل صيفاً، وبارد  شتاء وتكسو جبالها الثلوج في أغلب أيام الشتاء.
ورغم طبيعتها الفريدة تصنف من أفقر المدن السورية وخالية من أي مشروع اقتصادي، رغم امتلاكها جميع مقومات السياحة، وقابلة لحميع أنواع الاستثمارات.
وحتى اليوم لا معامل لا فنادق  لا استثمارات سياحية أو شعبية توازي الجمال الغافي في أحضانها، لكنها صامدة ومنتظرة من ينفض عنها غبار الإهمال والنسيان، فهل سيطول انتظارها ..؟!.

لا مشاريع ولا استثمارات

ويشير ابن مدينة القدموس المحامي محمد جميل ، وصاحب دراسات وأفكار  رائدة حول الاستثمار الأمثل في هذه المدينة ، لـ “الحرية” إلى أن القدموس مدينة وريفا  ، خالية من أية مشاريع اقتصادية   ، إذ يعتمد سكانها  في معيشتهم  على بعض المحاصيل الزراعية  كالزيتون في جزئها والتبغ ومحاصيل موسمية مثل القمح  بمردود  ضعيف.

وبحسب جميل المنطقة ، عطشى لمشاريع سياحية  واقتصادية هامة ، تنهض بها وتغير مسار وخط الفقر المحدق بساكنيها، وهي بحاجة لخطط اقتصادية جادة،  وقوانين مرنة تشجع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال، القيام بمشاريع سياحية واقتصادية تعود بالنفع والجمال للمدينة وسكانها.

ويؤكد جميل على ضرورة التشجيع على تربية الحيوانات بمختلف أنواعها لأغراض الحليب ومشتقاته  ، واللحم والبيض  ، كون ريفها جبلي ويستوعب مشاريع عدة متنوعة صغيرة وكبيرة في هذا المجال، إضافة إلى توفر اليد العاملة الرخيصة ، و استصلاح الأراضي الزراعية، والعمل على زراعة الأشجار المثمرة المتحملة   للبرودة  مثل  (التفاحيات والكرز واللوزيات والعنب والتين والكستناء والبندق)، وتأمين التسويق الخارجي و الداخلي،  ومعامل العصائر لكل  أنواع الفواكه، وتعتبر هذه الخطوة هامة في استثمار المساحات الزراعية الكبيرة التي هجرها أصحابها لعدم قدرتهم على زرعتها ، وإنشاء شركات إنتاج بين الفلاحين والمهندسين والفنيين الزراعيين وأصحاب رؤوس الأموال ، لقيام منشآت زراعية متكاملة،  والأهم إنشاء  ورش فنية لإصلاح السيارات والآليات والأدوات المنزلية الكهربائية ، وإنشاء معامل ووحدات إنتاج للأدوات الكهربائية والميكانيكية والمنزلية والألبسة  وكل الحاجات الإستهلاكية الأساسية.

اليد العاملة متوافرة

كما أكد جميل أنه من السهل جداً نجاح أي مشروع استثماري اقتصادي والسبب برأيه توفر  الأيدي العاملة  في المنطقة بشكل كبير، بعضها مؤهل ، ومن السهل  تأهيل الباقي للعمل خاصة مع وجود كم هائل من المتعلمين الفنيين والمهندسين بكل الاختصاصات.
منوهاً بأن التنمية الاقتصادية في المنطقة تحتاج  إلى إنشاء عدة سدود أو سدات صغيرة،  تسهم في الزراعة وتربية الحيوان والسياحة والأعمال الصناعية،  ورأس مال يتوجب توفيره إما بالاقراض الكافي من مصارف، أو شركات بين ممولين وعاملين، أو استثمارات.

غياب البيئة القانونية

من جهته المهندس المعماري مجد الدالي أرجع غياب الإستثمارات وانعدامها في مدينة السحر والجمال إلى عوامل عدة منها ، غياب البيئة القانونية للاستثمار ، وغياب الترويج السياحي عن هذه المدينة، و وجود عثرة تاريخية  – صغيرة كانت سبباً رئيساً في تأخير الاستثمار والترويج السياحي – بعد الاستقلال مباشرة تم بناء مصح للسل وهذا المصح في زمنه كان كفيلاً لإبعاد المستثمرين سنوات طويلة عن هذه المدينة ، وفقر البيئة أيضا ساهم في تأخير الاستثمار، فالسياحة والترويج يحتاجان  لرؤوس أموال.
وأشار الدالي إلى أنه مؤخراً لعبت جامعة الأندلس دوراً إيجابياً في الترويج للمنطقة، حيث استقطبت الطلبة من كل الجغرافية السورية، ومن العديد من الدول العربية.
و لفت الدالي إلى أن كل المقومات حاضرة وبقوة للجذب والاستثمار السياحي من التنوع الطبيعي والمناخي الجميل إلى حب الناس للقادم والاندماج معه بكل محبة ،ولكن يبقى الأهم التشجيع على عودة رؤوس الأموال من خلال توفر بيئة قانونية وشفافية بالتعامل ، والبدء بمشاريع صغيرة ومتناهية في الصغر لأنها هي المولدة  للمشاريع الكبيرة.

لؤلؤة جبال الساحل

رئيس مجلس مدينة القدموس القدموس أمين جمول بين أن القدموس   لؤلؤة جبال الساحل السوري والمدينة الأجمل والأكثر هدوئا وجذباً للسياحة الشعبية حاليا، و مازلت المدينة البكر، وقد حباها الله بكل المقومات الطبيعية والموقع الجغرافي لتكون المدينة الأكثر استقطابا للإستثمار السياحي مستقبلا.
ولفت جمول إلى أن المدينة بدأت  تشهد منذ التحرير المبارك بعض المشاريع السياحية البسيطة مثل كافيه في موقع عين الريس..
وبين أن جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية كانت من أهم عوامل الجذب للمنطقة.. ولها دور كبير في إحداث تنمية اقتصادية بدت ملحوظة للجميع.
و أمل جمول  أن تتحول القدموس قريبا قبلة للاستثمار السياحي، والمجلس على استعداد لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لأي أستثمارات سياحية أو خدمية والمدينة تحظى برعاية وأهتمام كريم من الوحدات الإدارية ومحافظة طرطوس.

Leave a Comment
آخر الأخبار