الفروقات الحرارية بين النهار والليل تزيد أمراض الجهاز التنفسي خصوصاً بين الأطفال

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا عبد:

تعيش العائلات فترة حرجة صحياً تتزايد فيها أمراض الجهاز التنفسي والحساسية بشكل ملحوظ نتيجة تأخر نزول المطر والطقس الجاف والعواصف الغبارية المتكررة وحالة من عدم الاستقرار الجوي،
فقدوم فصل الشتاء الذي اعتاد عليه الناس هو المنقذ الطبيعي الذي ينظف الجو من الملوثات والمواد المثيرة للحساسية.

فترة أمراض

تشرح ولاء (ربة منزل) ما أصابها بهذه الأيام “الجافة” كما وصفتها، حيث لا يلبث أن يتعافى أحد أبنائها حتى يمرض للآخر وكأنها عدوى، نزلات برد شديدة وتحسس، وإنفلونزا، وحرارة عالية، أعراض المرض لا تغادر بيتها منذ عدة أيام، فالتفاوت الكبير بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً، وتأخر هطول الأمطار التي عادةً ما تنظف الأجواء من الغبار، جعلت جميع أفراد المنزل يعانون المرض في هذه الفترات.
وتدرك ولاء أن الأمراض تزداد على أبواب فصل الشتاء كما في كل عام، غير أن العام الحالي مختلف كما تقول، إذ ازدادت الأمراض التحسسية وانتشرت الفيروسات مع تغير المناخ وتأخر هطول الأمطار.

تزايد الحالات التحسسية

من جانبه، يؤكد استشاري طب الأسرة د. سمير بركات لصحيفة “الحرية” أن الحالة الجوية الراهنة وتأخر المطر هما السببان الرئيسان وراء تزايد الحالات التحسسية التي يلاحظها الأطباء هذه الفترة، مشيراً إلى أن فصل الخريف من أكثر المواسم إزعاجاً للمرضى الذين يعانون من الربو التحسسي المزمن.
ويقول د. بركات: إن المشكلة لا تقتصر على الغبار وحده، بل تتفاقم بسبب موسم الإزهار لبعض النباتات البرية التي تطلق كميات كبيرة من حبوب اللقاح في الهواء، ما يرفع من احتمالية الإصابة بالتحسس الجوي أو زيادة أعراضه عند المصابين سابقاً.
ويضيف: نشاط المزارعين في قطف الزيتون خلال هذه الأسابيع، وخاصة باستخدام طريقة هز الأشجار يؤدي إلى انتشار كميات كبيرة من الغبار الدقيق والجزيئات النباتية في الهواء، ما يجعل التنفس أصعب للأشخاص ذوي الحساسية أو أمراض الصدر.
ويشرح د. بركات أن الفروقات الحرارية الكبيرة بين النهار والليل خلال فصل الخريف تشكل بيئة مثالية لنشاط الفيروسات المسببة لنزلات البرد والالتهابات التنفسية.
ويبين أن هذه التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة تزيد من سرعة انتشار العدوى، وتضعف مقاومة الجسم خاصة مع تأخر الأمطار التي عادة ما تقلل من تركيز الفيروسات وحبوب اللقاح في الاجواء.
وفيما يخص الأطفال أوضح د. بركات أنهم الفئة الأكثر عرضة في هذا الموسم، ففي الروضات والمدارس، وعلى الرغم من كل إجراءات النظافة والوقاية، إلا أن الاختلاط المستمر بينهم يسهل انتقال العدوى التنفسية سواء كانت فيروسية أو تحسسية. وغالباً ما يتطور الأمر إلى حالات مزدوجة، إذ تبدأ الإصابة بفيروس بسيط وتنتهي بتحسس مزمن أو التهاب صدري متكرر.
ويشير إلى أن العديد من المرضى يراجعون العيادات هذه الأيام، ويعاني الغالبية من سعال جاف مزمن أو ضيق في التنفس أو تهيج في الأنف والعينين، ليتضح أن السبب ليس فقط عدوى موسمية، بل تحسس متفاقم بسبب الغبار والجفاف.
ويؤكد أن بعض الحالات تتحول إلى نوبات ربو حادة إذا لم تعالج بالشكل الصحيح أو في الوقت المناسب.
ويحذر الاستشاري من التهاون في التعامل مع الأعراض، موضحاً أن كثيراً من الناس يخلطون بين نزلة البرد العادية والتحسس الصدري، ما يجعلهم يؤخرون زيارة الطبيب ويعتمدون على علاجات منزلية أو أدوية مسكنة لا تعالج السبب الفعلي.

Leave a Comment
آخر الأخبار