سوريا بعد التحرير.. نحو استقرار سياسي واقتصادي وانفتاح دولي

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

تعود سوريا اليوم إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي بعد سنوات صعبة أعادت رسم موازين القوة في الشرق الأوسط، تحرير الأراضي وإعادة فرض السيطرة على مختلف المناطق لم يكن مجرد حدث أمني، بل نقطة تحول استراتيجية أعادت تشكيل الدور السياسي والاقتصادي للبلاد، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الإقليمي والدولي.

استعادة الجغرافيا والدور السياسي..

يشير د. شاهر الشاهر، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة “صن يات سين” في الصين، إلى أن استعادة الدولة لجزء كبير من جغرافيتها لم تكن مجرد خطوة أمنية، بل بداية فعلية لعودة السياسة، فاستقرار الأرض أعاد فتح ملفات التنمية والاقتصاد، وسمح لسوريا باستعادة موقعها كدولة محورية في محيطها العربي والإقليمي.

ويضيف: هذا التحول دفع بعض الدول إلى إعادة تقييم سياساتها تجاه دمشق، لأن سوريا المستقرة ضرورة إقليمية وليست خياراً سياسياً.

تحوّلات إقليمية وموازين النفوذ..

ويضيف د. شاهر أن مرحلة ما بعد التحرير أعادت ترتيب أوراق الشرق الأوسط، وأعادت سوريا إلى موقعها كعقدة استراتيجية بين الشرق والغرب، ويضيف: هذا الموقع يمكّن البلاد من لعب دور محوري في ملفات الطاقة والتجارة وخطوط الحركة البرية، ويؤكد أن الاستقرار السوري ضرورة إقليمية لا يمكن لأي قوة أخرى ملؤها بنفس التأثير.

العلاقات الدولية والانفتاح التدريجي..

ويؤكد د. شاهر أن عودة الاستقرار سمحت لسوريا بإعادة بناء علاقاتها الخارجية وفتح آفاق التعاون الاقتصادي والثقافي والدبلوماسي، ويؤكد أن انضمام سوريا للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب شكّل نقطة تحول أساسية، وأعاد تثبيت حضورها كدولة فاعلة في النظام الدولي.

التحديات والاقتصاد بعد التحرير..

كما بيّن د. شاهر أن المرحلة المقبلة تحمل تحديات متعددة الأبعاد:

– ترسيخ الثقة الداخلية بعد سنوات الانقسام والاستقطاب.

– التعامل مع الاعتداءات المستمرة على الأراضي السورية.

– مواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار من خلال الإرهاب.

– إعادة إعمار الاقتصاد وإحياء القطاعات الإنتاجية بطريقة مدروسة.

ويضيف: الاقتصاد يبقى المؤشر الأكثر حساسية في مرحلة ما بعد التحرير، حيث سيحدد مدى قدرة الدولة على تحويل المكاسب الأمنية والسياسية إلى تنمية مستدامة.

تثبت تجربة سوريا أن التحرير كان بداية الطريق نحو مرحلة جديدة من السياسة والاقتصاد والانفتاح الدولي، ومع استمرار الانفتاح الخارجي، يبقى البناء الداخلي، وترسيخ الثقة، وإدارة التنوع المجتمعي الركائز الأساسية لتثبيت الاستقرار وتحقيق مستقبل مستدام للبلاد، وفق رؤية د. شاهر الشاهر.

Leave a Comment
آخر الأخبار