التين الشوكي الهجين.. إحدى خيارات زراعة المستقبل لمواجهة تغيّر المناخ

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – لوريس عمران:

بدأ العديد من المزارعين في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية يتجهون إلى زراعة التين الشوكي الهجين على جوانب الطرقات والحقول الزراعية، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع درجات الحرارة في مختلف مناطق سوريا.

ويأتي هذا التوجه بعد أن أثبت هذا النبات قدرته الكبيرة على التكيف مع الظروف القاسية، مقارنة بالمحاصيل التقليدية التي بدأت تعاني من تراجع الإنتاجية نتيجة موجات الحر والجفاف المتكررة.

خيار زراعي يتصدر ريف جبلة

المهندس الزراعي ياسر حسن أشار  في تصريح لـ”الحرية” إلى أن التحول نحو زراعة التين الشوكي الهجين لم يكن خياراً عارضاً، بل جاء نتيجة ضرورات اقتصادية وزراعية فرضتها البيئة المناخية الصعبة، ومع استمرار موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، لم تعد المحاصيل التقليدية مثل القمح والشعير والخضروات الموسمية قادرة على تأمين دخل ثابت للمزارعين، حيث أظهر التين الشوكي الهجين صموداً غير مسبوق مع وفرة في الإنتاج.

وأشار حسن إلى أنه يُعتبر من النباتات الصحراوية المقاومة للجفاف، فهو قادر على التكيف مع الحرارة المرتفعة وندرة المياه، كما أنه ينتج ثماراً ذات جودة عالية وغلة وفيرة. بالإضافة إلى ذلك يتميز بكفوف كبيرة وملساء وقليلة الأشواك (على عكس الصبار) ما يسهل عملية الزراعة والعناية بالنبات مقارنة بالأصناف التقليدية الأخرى.

ويضيف المهندس حسن: هذا الصنف يبدأ بالإنتاج منذ عامه الثاني، ويوفر موسمين سنويين، صيفياً وشتاءً ما يزيد من القيمة الاقتصادية للمزارعين، كما يمنحهم دخلاً مستداماً على مدار السنة. موضحاً أنه يعيش لسنوات طويلة، ويتحمل الملوحة ويتكيف مع معظم أنواع التربة، ما يجعله خياراً مناسباً للمزارعين الصغار والمشاريع الزراعية الكبرى.

مستقبل الزراعة المستدامة

وأشار حسن إلى أن زيادة الإنتاج منه تؤدي إلى توفير فرص عمل إضافية أيام الحصاد (مثل التغليف والنقل)، كما يساهم في تقليل الاعتماد على المحاصيل التقليدية التي تأثرت بالتغير المناخي. لافتاً إلى أنه يمكن للمزارعين تسويق الفائض محلياً  أو تصديره، ما يعزز الدخل القومي ويحفز الاقتصاد المحلي.

وأضاف: هذا التحول الزراعي لم يقتصر على ريف جبلة فقط، بل امتد إلى مناطق أخرى من الساحل السوري (مثل ريف اللاذقية وبانياس)، حيث يبحث المزارعون عن محاصيل قادرة على الصمود أمام التحديات المناخية بالإضافة إلى تقديم مردود اقتصادي مستدام، مؤكداً أنه أصبح مشروعاً زراعياً طويل الأمد، إذ يرافق المزارع وينمو معه، محققاً دخلاً ثابتاً ومردوداً  اقتصادياً جيداً، مما يجعله نموذجاً للزراعة الذكية والمستدامة في سوريا.

مواجهة التغير المناخي

يمكن القول: إن التين الشوكي الهجين لم يعد مجرد نبات صحراوي، بل أصبح رمزاً للتكيف الزراعي والاقتصادي مع المناخ المتغير، حيث يمثل فرصة حقيقية أمام المزارعين لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق استدامة في الإنتاج الزراعي والدخل.

Leave a Comment
آخر الأخبار