الحرية – وليد الزعبي:
اكتشفت في منطقة حوران الكثير من اللقى الفخارية الأثرية متقنة الصنع، وهذه القطع المشكلة من الصلصال مستحبة وصحية للطعام والشراب، ولا يزال بعض تصاميمها يصنع حتى اليوم، وخاصة الجرار المرغوبة جداً لحفظ مياه الشرب وغيرها من السوائل.
رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله ذكر لـ”الحرية”، أن الأشكال المنتشرة بحوران حالها كحال مثيلاها في منطقة بلاد الشام، وهناك نماذج فخارية مهمة من فترة عصر البرونز الوسيط، وتل الأشعري خير من قدم شواهد على اللقى الفخارية من تلك الفترة، ففي عام 2010 كشفت البعثة الوطنية في دائرة آثار درعا عن حوالي 19 مدفناً عائلياً في منطقة التل المذكور تعود لفترة البرونز الوسيط، ووجد فيها أكثر من 3000 قطعة أثرية من بينها المئات من اللقى الفخارية والبرونزية متعددة الأشكال والأنواع والتي كانت عبارة عن أثاث جنائزي دفنت مع الموتى، إضافةً لشواهد من مواقع أثرية أخرى كثيرة وخاصة التلال التي تحوي سويات أثرية من فترة البرونز، حيث عثر أيضاً على أواني فخارية متنوعة الأشكال والأحجام، كما وجدت في بصرى كميات جيدة من القطع الفخارية التي تعود للفترة النبطية.
ولفت إلى أن مكونات الإنتاج المحلي للفخار في حوران كانت بمواد تصنيع محلية، حيث إن العجينة معدة من تربة صلصالية محلية نتجت عن البازلت المتفتت، وأحياناً مخلوطة مع حبيبات كلسية، مشيراً إلى أن الأشكال الفخارية التي وجدت في مناطق مختلفة من خلال التنقيبات إلى وجود أنواع عديدة من المواد الفخارية، بعضها مصنوع يدويا أو بواسطة الدولاب أو بالقالب.
أما عن أشكال القطع الفخارية، فذكر أمين متحف درعا الوطني وائل كيوان، أنها تضمنت أواني الطبخ (طناجر تحضير الطعام وقدور وأطباق عرضها)، وأدوات التخزين من جرار كبيرة وصغيرة، إضافةً إلى الأباريق وقرميد الأسقف والسرج والدوارق (مطرة الحجيج).
أمين المتحف بين أن حرفة صناعة الفخار تعد من أقدم الصناعات في سوريا، وهي تتم بأكثر من تقنية، ولا سيما باليد، إذ تضغط كرة الطين باليد حتى يتم تشكل وعاء منها، ثم يتم بعدها لف الطين في حبال أو لفائف حتى تصل إلى الارتفاع المطلوب، ثم يتم تنعيم الطين، ولا يزال هذا النهج متبعاً حتى الوقت الحالي، كذلك تتم بالعجلة، حيث يصمم الصلصال باستخدام عجلة الفخار والتي تعتمد على أداة تقوم بنسخ الشكل المطلوب وإنتاجه، ثم يصب في قالب ويجفف ويقطع، ويجب أن يوضع الفخار بدرجة حرارة عالية ليتمكن من تحمل الماء، وهناك طريقة لصناعة الفخار بالنار والتي تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وهنا يصنع الفخار باستخدام النار بهدف تجفيفه وفصله عن الماء من دون أي تحول كيميائي، وبعدها يتم استبدال الفحم بوقود أنظف مثل الغاز الطبيعي.
تجدر الإشارة إلى أن المتحف الوطني بدرعا يحوز مجموعة من القطع الفخارية الأثرية المتقنة الصنع وجميلة الأشكال، لكن حالياً العرض المتحفي لها متوقف لحين إعادة تأهيل صالات العرض التي تعرضت لأضرار متفاوتة خلال السنوات الفائتة.
–