الحرية – نهلة أبو تك:
لا تزال مخلفات الحرب التي زرعها النظام البائد من ألغام وذخائر غير منفجرة تنتشر في مدن الريف السوري وحقوله، لتتحوّل الحياة اليومية للسكان إلى حالة من القلق الدائم، في ظل خطر صامت قد يؤدي بالأرواح في أي لحظة، ومع استمرار عودة الأهالي إلى مزارعهم ومنازلهم، تتعاظم أهمية الجهود المبذولة للحد من هذا التهديد المتجدد.
كيال: الخطر قائم… ونعمل على المسح والإزالة يومياً
مدير إدارة الطوارئ والكوارث في محافظة اللاذقية عبد الكافي كيال أكد في تصريح خاص لـ “الحرية”، أن أعمال إزالة مخلفات الحرب مستمرة بوتيرة عالية، مشيراً إلى أن الخطر لا يزال قائماً رغم جميع الجهود، نظراً لاتساع رقعة التلوث في عدد من المناطق.
وأوضح كيال أن فرق الطوارئ تعمل بالتنسيق مع الدفاع المدني ضمن خطة تشمل عمليات المسح الهندسي والتعامل مع البلاغات، إضافة إلى حملات توعية مركّزة في المناطق الزراعية التي تشهد حركة يومية للمزارعين، ما يجعلها من أكثر المناطق عرضةً للخطر.
آلاف العمليات.. وأرقام تكشف حجم التحدي
وبحسب الإحصاءات الرسمية لقطاع الطوارئ والدفاع المدني، فقد نُفذت منذ بداية العام 2025 وحتى 15 تشرين الثاني 2370 عملية إزالة لمخلفات الحرب، جرى خلالها التخلص من 2621 ذخيرة غير منفجرة، كما حددت فرق المسح التقني 900 موقع ملوث يحتاج إلى معالجة إضافية لضمان سلامة الأهالي.
10 آلاف جلسة توعية.. و20 ألف طفل من المستفيدين
وبالتزامن مع عمليات الإزالة، ركّزت الفرق المختصة على برامج التوعية، إذ قدمت أكثر من 10 آلاف جلسة استفاد منها نحو 23 ألف شخص، بينهم 20 ألف طفل. وتهدف هذه الجلسات إلى تعزيز الوعي المجتمعي ومنع وقوع إصابات جديدة، وخصوصاً بين الفئات التي تتنقل يومياً بين المزارع والطرقات الداخلية.
تحذيرات مستمرة.. والمسؤولية مشتركة
ويشدّد كيال على ضرورة التزام الأهالي بتعليمات السلامة، وأبرزها عدم الاقتراب من أجسام معدنية أو غريبة في الأراضي الزراعية، وتجنب المناطق التي شهدت اشتباكات أو مواقع عسكرية قديمة، والإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه.
مواجهة الخطر تبدأ بالوعي
ورغم أن مخلفات الحرب تستمر في تهديد حياة السوريين، إلا أن تعاون الأهالي مع الجهات المختصة، إلى جانب استمرار أعمال الإزالة، يشكلان خطوة أساسية نحو تحقيق بيئة أكثر أماناً، وتقليل المخاطر التي خلّفتها سنوات الحرب.