الحرية- سراب علي :
لا يخفى على أحد الاكتظاظ الطلابي داخل الشعب الصفية وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، و تحديداً من الصف الأول إلى السادس الابتدائي في مدارس محافظة اللاذقية كما بقية المدارس في المحافظات، وهذا بطبيعة الحال من شأنه أن يعرّض التلاميذ و الطلاب للعدوى بالأمراض التنفسية وغيرها من الأمراض الأخرى وخاصة في هذا التوقيت من العام حيث تزداد الأمراض التنفسية و غيرها، فكيف استطاعت دائرة الصحة المدرسية في المحافظة الحد أو التقليل من هذه الأمراض ؟
رئيس دائرة الصحة المدرسية في تربية اللاذقية الدكتور برهان عصيفوري أكد أن هذا العام شهد تنفيذ مجموعة واسعة من الإجراءات والبرامج الصحية التي عززت واقع الصحة في مدارس المحافظة، ورفعت مستوى الوقاية من الأمراض السارية والتنفسية بين الطلاب.
توزيع وفق الموقع الجغرافية
وأوضح عصيفوري في تصريحه لـ “الحرية” أن من أبرز إنجازات هذا العام توزيع مدارس المحافظة على المستوصفات وفق الموقع الجغرافي لضمان سهولة المتابعة، وتنفيذ جولات صحية شهرية منظمة لكل طبيب ومساعدة صحية، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في مجالس أولياء الأمور لتعزيز الوعي الصحي، وتشكيل لجنة لتحويل الطلاب من التعليم المهني إلى التعليم العام أو من التعليم المهني إلى التجاري بحسب تعليمات وزارية لأمراض معينة.
184 كادراً طبياً وصحياً وإدارياً موزعين على ٩ مستوصفات تغطي المدينة والريف
كما شملت الإنجازات بحسب عصيفوري متابعة تعقيم خزانات المياه في المدارس من خلال توزيع حبوب الكلور والإشراف المباشر على استخدامها، وإجراء الفحوص اللازمة للعاملين في الندوات قبل منحهم الشهادات الصحية، إضافة إلى توزيع شامبو وكريم للقمل والصئبان على المستوصفات ليصار إلى تأمينها للطلاب المحتاجين.
كوادر طبية واسعة
وبيّن الدكتور عصيفوري أن عمل الدائرة يعتمد على 184 من كوادر طبية وصحية وإدارية شاغرة موزعين على تسعة مستوصفات تغطي المدينة والريف، وتعمل جميعها على تنفيذ برامج وقائية وعلاجية يومية تهدف إلى ضمان بيئة مدرسية أكثر أماناً وصحة.
وأشار إلى أن الدائرة تستكمل بالتعاون مع منظمة اليونيسيف تنفيذ مشروع حبوب الحديد وحمض الفوليك للطالبات من عمر 12 حتى 18 عاماً بهدف الحد من فقر الدم في المدارس.
الفحص الطبي الدوري
وأوضح عصيفوري أن برنامج الفحص الطبي الدوري هو أحد أهم محاور عمل الدائرة، ويشمل تلاميذ الصف الأول الأساسي والأول الثانوي والعائدين من المحافظات الأخرى أو من خارج القطر، ويشمل الفحص وفقاً له التأكد من استكمال اللقاحات، وفحص البصر والسمع، ومراقبة النمو الجسدي، والتأكد من خلو الطلاب من الأمراض السارية، ثم تدوين النتائج في بطاقة صحية ترافق الطالب طوال سنواته الدراسية.
حملات تحضيرية واسعة ورقابة
وأشار عصيفوري إلى أن الدائرة تستعد حالياً لإطلاق حملة التلقيح المدرسي لعام 2025 بالتنسيق مع مديرية الصحة العامة، وتشمل تلاميذ الصف الأول والصف السادس.
وقد بدأت الدائرة بجمع موافقات أولياء الأمور وتأمين مستلزمات الحملة لضمان تنفيذها في الوقت المحدد.
وأوضح رئيس الدائرة أن فرق الصحة المدرسية تتابع بشكل دوري نظافة دورات المياه والصفوف والباحات، وجودة مياه الشرب، والالتزام بالشروط الصحية في المقاصف والندوات المدرسية.
كما أكد أنه لا تُمنح الشهادات الصحية للعاملين في الندوات إلا بعد إجراء جميع الفحوص الطبية والمخبرية والشعاعية المطلوبة.
التقصي والكشف المبكر
وبيّن عصيفوري أن الدائرة تنفذ جولات مستمرة لتقصي الأمراض السارية مثل التهاب الكبد، الجرب، القمل، الجدري، الحصبة، النكاف، واللشمانيا، وتُحال الحالات المشتبه بها إلى المستوصفات للعلاج والعزل، وفي حال تسجيل إصابات التهاب كبد في منطقة معينة يتم تشكيل فرق مشتركة مع الصحة العامة وتحليل مياه الشرب لتحديد مصدر العدوى.
وأضاف رئيس دائرة الصحة المدرسية : إن المثقفات الصحيات ينفذن برامج توعية داخل المدارس لتعزيز السلوك الصحي والوقاية من الأمراض، مع التحضير لدورة مركزية حول المنهج الصحي المدرسي.
كما أكد أن أطباء الأسنان في الدائرة يشرفون على تطبيق مضامض الفلور والمس الفلوري، والعمل جارٍ لإعادة تفعيل عيادة الأسنان المركزية في اللاذقية.
دعم الصحة النفسية
وأشار إلى تدريب عدد من الكوادر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف على برامج الصحة النفسية للتعامل مع حالات التنمر والقلق والاكتئاب والإدمان.
وأكد الدكتور برهان عصيفوري في ختام حديثه أن دائرة الصحة المدرسية مستمرة في تطوير برامج الوقاية والكشف المبكر، وضمان بيئة مدرسية سليمة توفر للطلاب عاماً دراسياً أكثر صحة وأماناً