الحرية- حسيبة صالح:
أختتم أسبوع الأوغن والموسيقا في دمشق حيث شهد مسرح دار الأوبرا السورية أمسية موسيقية استثنائية أحيتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، بمشاركة عازف الأورغن الإيطالي العالمي أوجينيو ماريا فاجياني، الذي أضفى على الحفل طابعاً أوروبياً أصيلاً ممزوجاً بروح دمشق العريقة.
برنامج موسيقي متنوع
افتتحت الأمسية بمقطوعة سلم فا مينور للأورغن المنفرد من أعمال جوفاني مورالدي، تلتها مقطوعة أداجيو على سلم مي بيمول ماجور، التي حملت الجمهور إلى حالة وجدانية هادئة، قبل أن يقدّم فاجياني محاكاة باروكية دقيقة لأصوات الأجراس.

وتواصل البرنامج مع مقتطفات من أعمال أنطونيو فيفالدي، حيث حضرت “الفصول الأربعة” — الربيع والصيف — في صياغة خاصة للأورغن والوتريات، لتتنوع بين الحركات البطيئة الرقيقة والسريعة ذات الإيقاع الحيوي.
كما أضاف أوتورينو ريبيسغي بعداً أوركسترالياً من خلال “المتتالية سلم صول مينور”، التي جمعت بين الأورغن والوتريات في حوار موسيقي متوازن، فيما جاء الختام درامياُ واسع الأفق مع السيمفونية الثالثة “الأورغن” للمؤلف الفرنسي كامّي سان سانز، التي منحت الأمسية طابعاً احتفالياً مهيباً.
نجم عالمي على خشبة الأوبرا السورية
يُعد أوجينيو ماريا فاجياني واحداً من أبرز عازفي الأورغن في العالم، ويتميّز بأسلوبه الحيوي والجذاب الذي يجمع بين التقنية العالية والروح التعبيرية.
قدّم عروضاً منتظمة في أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وآسيا، وتعاون مع أوركسترا سينفونيكا لا فيردي في ميلانو ومع فيلارمونيكا أرتورو توسكانيني، وعزف تحت قيادة أسماء كبيرة مثل جيفري تيت، ريكاردو تشايلي، شيان تشانغ، كلوس بيتر فلور، ستانيسلاف كوتشانوفسكي، وميساك باغبودريان.
ويشغل فاجياني منصب المدير الفني لمهرجاني لا فيرنا و”سان دوناتو” للأورغن في إيطاليا، إضافة إلى كونه المستشار الفني لمهرجان “الأرض المقدسة للأورغن” الذي يُقام في سبع دول في الشرق الأوسط.
تفاعل جماهيري واسع
الجمهور السوري تفاعل بحرارة مع كل مقطوعة، معبّراً عن سعادته بهذا اللقاء الفني الذي جمع بين الشرق والغرب، بين دمشق وروما، في أمسية جسّدت قدرة الموسيقا على تجاوز الحدود وصناعة جسور من المحبة والدهشة.
دمشق… بين الشرق والغرب
لم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان انعكاساً لمكانة دمشق كجسر حضاري بين الشرق والغرب، حيث تتلاقى الأصوات العالمية مع روح المدينة العريقة، لتؤكد أن الموسيقا لغة مشتركة قادرة على جمع الشعوب في فضاء واحد من الجمال والإنسانية.