الحرية – نورما الشيباني:
التّمريض مهنة الإنسانية والمتاعب، وعن هذه المهنة تفرّعت مهنة التّمريض المنزلي التي لا يحكمها قانون و لا تخضع لتنظيم على الرغم من أهميتها الإنسانية، والخدمات العلاجية التي تقدمها، والتي تسهم من خلالها بالتّخفيف من آلام المرضى، والأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة المنزل.
وقد ارتفعت أصوات أصحاب مهنة التّمريض مطالبين بالتّخفيف من معاناتهم وتلبية مطالبهم الملحقة، إضافة إلى تنظيم مهنة التّمريض المنزلي، وعدم ترك ممارستها بشكل عشوائي.
قوننة التمريض المنزلي
وفي هذا السياق التقت “الحرية” عدداً من الممرضين ورصدت آراءهم، حيث عبروا عن شعورهم بالتّهميش والاستهانة بجهودهم، وضرورة وجود قانون ينظم التّمريض المنزلي لضمان حق الممرض والمريض ويمنع المتاجرة بمهنة التّمريض بدون ترخيص وضوابط.
وطالبوا بإنصاف عاجل، وحقيقي يشمل توحيد طبيعة العمل ورفعها لكل الكوادر التّمريضية، والتّعويض عن الأخطار المهنية كبدل العدوى والسّهر والاختصاص والأعطال والعمل المجهد إضافة إلى بدل النّقل والوجبة الغذائية والتّوصيف الوظيفي، مع تحديد المهام وساعات الدوام.
ولفت الممرضون إلى أن شعور الممرض بالظلم وعدم قدرته على مواكبة ظروف العيش الصّعبة تدفعه إلى البحث عن مستقبله خارج الوطن، وتدفع الطّلاب من الممرضين إلى الانصراف عن كليات ومدارس التّمريض.
غياب المعايير
وأردفت خضر: إن التمريض المنزلي والذي هو نوع من الرّعاية الصّحية التي تقدم للمريض في منزله بدلاً عن المستشفى أو العيادة، ويشمل التمريض المنزلي خدمات تمريضية متكاملة يتم تقديمها من قبل ممرضين متخصصين مرخصين لتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة أو إصابات أو مرضى يحتاجون إلى متابعة بعد العمليات الجراحية أو العلاج في المستشفى لتوفير الرعاية الصحية للمريض في بيئة مألوفة و آمنة.
وأكدت على عدم وجود قوانين تفصيلية تنظم و تحدد معايير مهنة التّمريض المنزلي بشكل دقيق، إلا أن النقابة تسعى إلى حصر العمل بمهنة التّمريض بالممرضين المرخصين وذلك من خلال إيقاف المعاهد الخاصة التي تقيم دورات تدريبية لتعليم التمريض، والحد من ممارسة المهنة من قبل أشخاص غير مؤهلين أو مرخصين والعمل على إصدار ترخيص للعيادات التّمريضية، وتنظيم العمل بالتمريض المنزلي.
تحديات كبيرة
رئيسة نقابة التّمريض و المهن الصّحية في طرطوس الدكتورة رنا خضر أكدت أن مهنة التّمريض في سوريا بشكل عام تواجه العديد من التّحديات، منها الضّغط النفسي والجسدي بسبب بيئات عمل صعبة، مثل المستشفيات التي تعاني من نقص في الكوادر التّمريضية وكذلك العمل لساعات طويلة تصل إلى 48 ساعة في الأسبوع.
إضافة إلى تدني الأجور مقارنة مع أعباء العمل، وعدم وجود توصيف وظيفي للممرضين، وهجرة العديد منهم خارج البلد بحثاً عن عمل أفضل، وظروف حياة مستقرة، وللأسف هذا ساهم في نقص الكوادر التّمريضية في المستشفيات بشكل عام.
المطالب والاحتياجات
وأكدت خضر على أن نقابة التّمريض المركزية قامت برفع جملة من المطالب والاحتياجات لتحسين واقع مهنة التّمريض في سوريا، ومن هذه المطالب ضرورة تحسين الرّواتب وطبيعة العمل للممرضين، وذلك لمساعدتهم على مواجهة تكاليف المعيشة وتحسين ظروف العمل من خلال وضع وصف وظيفي للممرضين وتحديد ساعات العمل الأسبوعية حسب المعايير العالمية، مع اقتراح برامج تدريبية وتطويرية للممرضين بشكل مستمر لتحسين مهاراتهم، والاطلاع على أحدث التّقنيات والممارسات في مجال التّمريض حيث تم اقتراح إعادة فتح برنامج الاختصاصات التّمريضية وبرنامج التّجسير.