الحرية – دينا عبد:
تشهد وسائل التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً لطرق وطقوس العناية بالبشرة، بشكل مبالغ فيه من تقشير يومي، إلى تنظيف مزدوج، واستخدام صابون مضاد للبكتيريا، ومقشرات معطرة، وزيوت استحمام.. إلخ، رغم تحذيرات الأطباء من هذه الممارسات التي قد تضر البشرة.
حالات تشوهت
(رانيا) واحدة من الفتيات، قررت أن تجرب روتيناً خاصاً بالبشرة وزارت الصيدلية المجاورة لمنزلها، فكانت خسارتها أربعة منتجات بنفس الفاعلية ونفس طريقة العمل، ولكن الخسارة المادية كانت كبيرة جداً ولم تصل للنتيجة المطلوبة.
فتاة أخرى فضلت عدم ذكر اسمها زارت إحدى أخصائيات البشرة وطلبت روتيناً خاصاً بها فكانت النتيجة أكزيما وتخريش بسبب سوء تقدير الحالة.
أما هيا فتاة في مقتبل العمر فلديها شغف ومتابعة لتريندات السوشال ميديا
شاهدت منتجاً بأحد الفيديوهات، وبعد أن جربته كانت النتيجة حروقاً من الدرجة الثانية وتصبغات منتشرة معندة على العلاج عند الأطباء كافة.
طبيب مختص يحذر
د.عبد العزيز الراودي اختصاصي الأمراض الجلدية والمنقولة بالجنس بين خلال حديثه لـ”الحرية” أنه في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة أخصائيات البشرة والمسوقات لمنتجات العناية بالبشرة على السوشال ميديا، بالإضافة لوضع روتين للفتيات، فكان التأثير الضار وغير المجدي بالإضافة إلى الخسارة المادية الهائلة. 
فالبشرة هي أحد أقوى الحواجز التي تحمينا من العوامل الخارجية ويجب التعامل معها بلطف.
محذراً من أن الإفراط أحياناً في العناية بالبشرة والجلد قد يأتي بنتائج عكسية.
ولكن الفيديوهات المنتشرة عبر السوشال ميديا تدفع الكثيرين إلى تجريب هذه المنتجات، حتى من دون معرفة ما يناسب بشرتهم فعلاً.
وبحسب د.الراودي فإن علم الجلد شامل ومتكامل لا يمكن لغير الطبيب أن يصل لمرحلة فهم طبقاته وآلية عمله، مشيراً إلى أن طبيب الجلدية وحده القادر وعلى دراية كاملة بمعالجة الأمراض والقيام بالإجراءات التجميلية اللاجراحية بالإضافة لوضع روتين خاص بكل بشرة وكل حالة.
خلط عدة أنواع
ويشير إلى أن الحالات التي تراجع العيادة تعود لفتيات استخدمن أكثر من مقشر في الأسبوع، وأخريات خلطن منتجات تحتوي على أحماض قوية في يوم واحد، وهن لا يعانين من أي مشكلة جلدية قبل بدء “الروتين المكثف”.
ويبين أن إحدى المراجعات وصلت إلى العيادة وهي تشكو من “حساسية دائمة” حول الفم، وبعد الفحص تبين أن السبب ببساطة هو استخدام ثلاثة سيرومات تحتوي على فيتامين C معاً، إضافة إلى مقشر قوي ليلاً.
خط الدفاع الأول
ويوضح أخصائي الجلدية أن حاجز البشرة هو خط الدفاع الأول، وأي خطوة زائدة أو استخدام مكونات غير مناسبة قد يعرضه للضرر.
ويضيف إن المشكلة ليست في المنتجات نفسها، بل في تراكمها فوق بعضها بعضاً من دون حاجة، والبشرة وظائفها بسيطة لكنها تتعب حين تحمل أكثر مما تحتمل.
منوهاً بأن العناية الصحيحة لا تتطلب إلا ثلاث خطوات وهي كافية لمعظم البشرات، تنظيف لطيف، ترطيب مناسب، وواقي شمس.
أما إضافة أحماض أو سيرومات فعالة فيجب أن تكون ضمن خطة مدروسة، وليس تحت تأثير فيديو مدته 30 ثانية.
وختم الطبيب حديثه بالتأكيد على أن المستحضر يختلف من بشرة لأخرى فما يناسب بشرة قد لا يناسب أخرى لذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل شراء أي مستحضر.