بعد عام على التحرير.. مهن البناء والإكساء تنتعش مع تحسن الحركة العمرانية وبدء تأهيل المناطق المتضررة

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – وليد الزعبي:
انتعش الطلب على خدمات المهن التي تعمل في تشييد وإكساء المباني الحديثة وإعادة ترميم وتأهيل المباني والمحال التجارية المتضررة، وبات الدور يطول كثيراً لدى بعض المهنيين حتى يستطيع تلبية الطلبات المتراكمة على خدماته بسبب ضغط العمل، وكل هذا لم يأت من فراغ، بل من جراء حالة الاستقرار والأمان التي أخذت تشهدها محافظة درعا بعد التحرير وعودة المهجرين بأعداد متزايد إلى البلاد، واحتياجهم لمسكن ومصدر رزق.

بوادر ازدياد بعدد الحرفيين.. والأمل أن ينعكس منافسةً في الجودة والسعر

اقبال

معلم حرفة منجور الألمنيوم رزق الكور، أوضح لدى سؤاله من الـ”الحرية” عن واقع حركة العمل لدية بالقول: (نار) تعبيراً عن كثافتها مؤخراً، وبالاستيضاح منه أكثر، بيّن أن هناك طلباً كبيراً لصالح إكساء الشقق السكنية الجديدة، والطلب الأشد ناتج عن بدء ترميم الشقق المتضررة، حيث إن العديد من أحياء مدينة درعا المتضررة بدأت تلاقي إقبالاً على عودة السكن فيها بعد تحسن الظروف والاطمئنان للمستقبل بعد زوال التهديدات الأمنية في عهد الإدارة الجديدة لسوريا، لافتاً أن أغلب الحرفيين أصبحوا يعطون مواعيد لاحقة للزبائن ويضطرون للانتظار، علماً أن بعض ظروف العمل لا تمكن الحرفي أحياناً من الالتزام الدقيق بالمواعيد.

عودة الأسواق

من جهته مسلم عياش صاحب محل لبيع الحديد المصنع وحرفي بالمنجور الحديدي، عبر عن ارتياحه لحركة العمل التي تزايدت كثيراً في الأشهر الأخيرة، فيما مبيعات الحديد المصنع لحرفيي المنجور الحديدي الآخرين تضاعفت أيضاً، مبيناً أن الطلب في مدينة درعا ليس للشقق السكنية فقط، بل بشكل أكبر لصالح المحال التجارية في السوق المركزي ضمن حي المحطة، حيث إن أصحاب تلك المحال بدؤوا يعملون على ترميمها وتأهيلها وبدء مزاولة العمل فيها من جديد، بعد أن كانت خرجت تلك المحال من الخدمة في بداية الثورة وتعرضت لأضرار متفاوتة.

المسالمة: التوسع بالتنظيم ضرورة لتحفيز تسارع انطلاق الحركة العمرانية

يتزايد تباعاً

وكذلك لفت حرفي منجور الألمنيوم والخشب عبد الكريم البدوي أن حركة العمل جيدة، فيما هناك أنواع متدرجة الجودة سواء من الألمنيوم الخاص بالنوافذ والأبواب والمطابخ، أو بالنسبة للأبواب الخشبية، ويتم الاختيار فيما بينها حسب رغبة الزبون وقدرته المالية، لكن بالنسبة لجودة التصنيع فهي بنفس المستوى، وبين أن عدد الحرفيين في مختلف مجالات المنجور يتزايد تباعاً، مع ازدياد الطلب على خدماتهم وعودة الكثير منهم من خارج البلاد بعد معرفتهم باتساع سوق عملهم بعد التحرير، لكن بشكل عام هناك ضغط في الطلب ويتم تلبيته خلال زمن معقول.

نشاط لتوقف الهجرة

وبدوره ذكر حرفي التمديدات الكهربائية ذيب البردان أن جبهات العمل تزايدات، حيث إن توقف هجرة الشباب بعد زوال النظام البائد حولت المبالغ الكبيرة التي كان يتكلفها الأهل لقاء هجرة أبنائهم إلى بناء المنازل، ولو غرفة أو غرفتين ومنتفعات فوق أو جانب منزل هؤلاء الأهل في الأرياف، لافتاً إلى أن العديد من المغتربين والمهجرين الذين عادوا عزموا على تشييد أبنية سكنية وتجارية حديثة، ما زاد الطلب على عمل مختلف مهن البناء والإكساء ومن ضمنها التمديدات الكهربائية.

ضغط غير مسبوق

ومن جهته أحمد الحوراني يعمل في التمديات الصحية عبر عن ارتياحه لحركة العمل النشطة، مبيناً أنه يعتذر عن تلبية جميع طلبات الزبائن، علماّ أنه يستمر بالعمل من الصباح وحتى الغروب، لكنه عبر عن الإرباك الحاصل من بعض الزبائن الذين يطلبون أحياناً تقسيط أجور العمل، مبيناً أن ذلك يسبب مشكلة له، حيث إن العاملين لديه لا ينتظرون ويريدون أجورهم يوم بيوم أو أسبوعياً لتغطية معيشتهم.

تبدد المخاوف الأمنية حفز التوسع بتأهيل السوق التجاري المركزي بمدينة درعا

الأسعار حسب الجودة

ولجهة الأسعار بالنسبة للمنجور على اختلافه من ألمنيوم وحديد وخشب، فهي تتبدل تبعاً لتبدل سعر صرف الدولار، لكنها بشكل عام منخفضة عما كانت عليه قبل التحرير بنحو 30%، ويمكن أن تتفاوت حسب جودة المواد الأولية الداخلة في تصنيعها، إضافة للبلور الذي يتم تركيبة للقطع التي تحتاجه وكذلك الإكسسوارات.

السوق المركزي

من جهته يوسف فرحان المسالمة نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا أوضح لـ”الحرية”، أن هناك حركة نشطة في إعادة تأهيل المحال التجارية في السوق المركزي الرئيسي ضمن حي المحطة بمدينة درعا، حيث باتت الظروف مهيأة بعد التحرير لمعاودة مزاولة العمل فيها، وكثيرون يرغبون في العودة لمحالهم للتخلص من إيجارات المحال البديلة المؤقتة التي عملوا فيها في السنوات الفائتة، خاصةً وأن تلك الأجور غدت مرهقة ولا قدرة للكثيرين على احتمالها.

توسيع التنظيم

كذلك أشار المسالمة للتحسن المقبول إلى حد ما في تشييد الأبنية السكنية الحديثة، لكن الذي لا يزال يحد من تحفيزها بشكل أكبر هو غلاء قيمة الأرض المنظمة في ظل محدوديتها، والاحتياج إلى توسيع المخططات التنظيمة في الأرياف، وكذلك الإسراع بتوزيع المنطقتين التنظيميتين الجديدتين في مدينة درعا ولا سيما في حيي الكاشف والمفطرة، وذلك بما يتيح مقاسم جديدة للبناء، ويخفض من أسعار المقاسم القليلة جداً المتبقية ضمن مناطق التنظيم القديمة، على أمل أن يحدث انخفاض ملموس في قيم مواد البناء لكونها لا تزال مرتفعة وبإضافتها لقيمة الأرض تصبح قيم الشقق السكنية باهظة جداً.

بانتظار المنافسة

كما عبر عن أمله في أن يزاد أكثر عدد الحرفيين الذين يعملون في مجال تشييد وإكساء المباني السكنية والتجارية وذلك لكي تحضر المنافسة، حيث ترتفع جودة العمل وتنخفض الأجور، إذ إن الأجور الحالية مرتفعة لتحكم بعض الحرفيين بفرضها مستفيدين من قلتهلم وعدم وجود منافسين كثر لهم في سوق العمل، وبالفعل تجد الكثيربن من المقاولين والمواطنين الذي يشيّدون أبنية، يشتكون كثيراً من ارتفاع أجور الحرفيين.

Leave a Comment
آخر الأخبار