الرئيس أحمد الشرع يشارك بمنتدى الدوحة 2025..سوريا تتعافى وتعود للتفاعل مع المجتمع الدولي

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

بقلم ـ يسرى المصري:
بدأت اليوم أعمال منتدى الدوحة 2025، المنعقد تحت شعار “ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس” ، بمشاركة الرئيس أحمد الشرع وحضور رسمي رفيع المستوى وتستمر فعالياته ليومين.
يركز المنتدى على قضايا العدالة الدولية وتحويل الخطاب إلى أفعال، وتناقش جلساته عدة محاور رئيسية  في مقدمتها العدالة الدولية والحوكمة ومعالجة غياب المساءلة, والازدواجية في المعايير الدولية، والدعوة لإعادة بناء الثقة في القانون الدولي.

المشاركة السورية

ويعقد منتدى الدوحة لهذا العام تحت شعار “ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس”. تشارك في المنتدى كوكبة بارزة من القادة الدوليين، ومنهم  فخامة الرئيس أحمد الشرع الذي وصل إلى الدوحة برفقة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي.
يعد المنتدى منصة دولية مهمة، حيث يشارك فيه أكثر من 6,000 شخص و471 متحدثاً من حوالي 160 دولة، من بينهم رؤساء ووزراء خارجية وخبراء عالميون.
يُمكن النظر إلى مشاركة الرئيس الشرع على أنها تحمل دلالات مهمة على مستويين, المستوى الداخلي عبر إرسال رسائل للداخل، والمستوى الدولي من خلال إدارة العلاقات الخارجية.. ويبرز الهدف الرئيسي من أهمية ترسيخ البعد السياسي والاقتصادي والمالي لسوريا الجديدة بعد التحرير  ومؤسساتها، وفك العزلة الدولية والعودة إلى المحافل الإقليمية والدولية بعد سنوات من الحرب.
والرسائل الخارجية تتضمن التأكيد بأن سوريا تتعافى وتعود للتفاعل مع المجتمع الدولي  وطيّ صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة. تؤكد على استعداد سوريا للتعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
ومن المنظور العملي الاستفادة من المنصة لعرض السردية الحقيقية  عن الوضع في سوريا وآفاق إعادة الإعمار والتعافي. وعقد لقاءات ثنائية هامشية لتعزيز العلاقات واستكشاف فرص التعاون السياسي والاقتصادي.
يبحث المنتدى  قضايا العدالة الدولية وغياب المساءلة. وتُمثل المشاركة السورية  مؤشراً إيجابياً في مسار عودة تدريجية،. عبر خطوات عملية أكثر في المصالحة الداخلية والتعاون مع المجتمع الدولي.
كما تُبرز الدعوة القطرية لسوريا الدور الدبلوماسي النشط لقطر كوسيط إقليمي. حيث أكد رئيس وزراء قطر أن الوساطة نهج راسخ لدولته وليست “ترفاً سياسياً”، ما قد يفتح الباب لمبادرات قطرية مستقبلية تجاه الملف السوري.
وحول تقييم الوضع السوري تناول المنتدى موضوع “سوريا الجديدة” كإحدى القضايا المطروحة على الطاولة. وتوفر مشاركة الرئيس أحمد الشرع فرصة لعرض السردية الرسمية حول مرحلة ما بعد الحرب والتحديات القائمة.
وكما يبدو فإن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في منتدى الدوحة 2025 هي بادرة دبلوماسية جديدة  مهمة ترمز إلى رغبة دمشق في إنهاء عزلتها الدولية..
ومن أبرز القضايا التي تم طرحها في المنتدى فيما يتعلق بملف  العدالة الدولية الكبرى، أعلن رئيس الوزراء القطري عن “اختراق وساطة ناجح” بين الحكومة الكولومبية وجماعة محلية. يعد هذا الإعلان نموذجاً ملموساً وعملياً يتجسد فيه شعار المنتدى “من الوعود إلى الواقع”، ويبرز السمات المميزة للنموذج الخليجي الجديد في إدارة النزاعات.
كما يمثل هذا الإعلان خطوة استراتيجية تحقق أهدافاً متعددة المستويات كتعزيز المصداقية الدولية وتقديم قطر نفسها كفاعل دبلوماسي يمكنه تحقيق نتائج ملموسة في مناطق بعيدة جغرافياً وثقافياً عن محيطها الإقليمي المباشر، ما يعزز مكانتها كوسيط عالمي.
كما أن  الانتقال من الوساطة في النزاعات الإقليمية التقليدية (مثل الوساطة بين إسرائيل و”حماس”) إلى معالجة نزاعات معقدة تتضمن جماعات محلية، وهو مجال تتزايد أهميته في الأمن العالمي.
أضف الى ذلك أن هذا الاعلان يأتي  في وقت يؤكد فيه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي التزام دول المجلس بمبدأ الوساطة كأداة دبلوماسية لحل النزاعات.
كما يبرز أهمية المرونة والتكيف مع السياق المحلي وتجنب نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”، والاستعاضة عنه بفهم ديناميكيات النزاعات المحلية
ويمثل إعلان قطر عن نجاح وساطتها أكثر من مجرد خبر عابر؛ فهو بيان عملي لاستراتيجية دبلوماسية طموحة. تقدم الدوحة نفسها من خلال هذا النموذج كقوة وساطة “واقعية” و”مرنة”، قادرة على العمل في الساحات الدولية المعقدة بأساليب تختلف عن النهج الغربي التقليدي. يعكس هذا الاختراق الإدراك الخليجي العميق بأن الأمن والاستقرار الدوليين أصبحا ركيزتين أساسيتين للازدهار الاقتصادي المستقبلي، ما يحول الوساطة من فعل إنساني اختياري إلى استثمار استراتيجي ضروري في عالم مضطرب.

Leave a Comment
آخر الأخبار