اللاذقية ترسم الفرح الوطني بألوان النصر وذاكرة التحرير

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

بنبض مدينة اعتادت أن تقف إلى جانب الوطن في لحظاته المفصلية، احتضن المتحف الوطني في اللاذقية فعالية فنية ومجتمعية واسعة بمناسبة ذكرى التحرير والنصر، حيث اجتمع الفنانون والجمعيات الأهلية وعائلات المدينة في مشهدٍ طغى عليه الفرح، وتقدّمته رسائل الانتماء والوفاء للذاكرة السورية.

احتفال يُعيد تشكيل الذاكرة بروح الفرح

وقد تحوّل فضاء المتحف إلى مساحة نابضة تستعيد فيها اللاذقية حكاية النصر، ليس بوصفه محطة تاريخية فحسب، بل كتجربة وجدانية تُعيد توثيق العلاقة بين الناس ووطنهم.

ورأى الحضور أن المشاركة الواسعة في هذه المناسبة تعكس الإصرار على الاحتفاء بالسيادة الوطنية وتجديد العهد بمواصلة العمل والبناء، مؤكدين أن ذكرى النصر باتت جزءاً من وجدان الجماعة السورية مهما تغيّرت الظروف.

موسم الفينيق يرسم ولادة جديدة

وتقدّم المعرض التشكيلي الذي حمل عنوان “موسم الفينيق” واجهة الفعالية، عبر لوحات الفنان حسين صقور التي قدّمت سرداً بصرياً لانبعاث سوريا من رماد الحرب.

وقال صقور لـ “الحرية”: إن الفن قادر على تحويل معاناة الناس إلى ألوان ترمز للأمل، مشيراً إلى أن كل لوحة في المعرض تحمل أثراً من الوجدان السوري ورغبة عميقة في استكمال مسار النهوض والانتصار.

الجمعيات الأهلية… صوت المجتمع وحضوره الحيّ

ولم يكن الفن وحده ضيف المناسبة؛ فقد شكّلت مشاركة الجمعيات الأهلية ركيزة أساسية في إظهار روح التكاتف التي ميّزت المحافظة خلال السنوات الماضية.

– جمعية لاذقيون شاركت بمنتجات يدوية مستوحاة من التراث الساحلي بروح وطنية معاصرة.

– جمعية المرساة مثّلتها رغد خربوطلي التي أكدت استمرار جهود الجمعية في دعم الأسر الأكثر احتياجاً، تماشياً مع رسالتها الإنسانية التي رافقت سنوات التحرير.

– من فريق اللاذقية تحدثت ليال سعدو عن أهمية المشاركة الشعبية في الفعالية، مشيرة إلى المبادرات البيئية التي نفذها الفريق، ولاسيما حملات تنظيف الشواطئ.

– كما قدّمت مبادرة بلدك أمانتك ممثَّلة بمحمد أبو سيف محتوى توعوياً يهدف إلى تعزيز قيم المحبة والسلام والعمل الأهلي بين أبناء المجتمع.

فرحٌ يليق بالمدينة… وذكرى تُعيد جمع أبناء المجتمع

واختُتمت الفعالية وسط حضور واسع من أبناء اللاذقية، حيث بدت أروقة المتحف مفتوحة على مشاهد احتفائية تحمل الكثير من الأمل والطمأنينة.

واعتبر المشاركون أن توحيد الجهود بين الفنانين والجمعيات والمبادرات الأهلية يقدّم نموذجاً حقيقياً لمعنى المشاركة المجتمعية في هذه المناسبة الوطنية.

وأكد الحضور أن إحياء ذكرى التحرير والنصر يشكّل فرصة لتجديد الارتباط بالهوية الوطنية وتعزيز قيم التعاون والعمل الأهلي، خاصة في محافظة لطالما كانت حاضرة في كل المحطات المفصلية. ومع انتهاء الفعالية، بدا واضحاً أن هذه المناسبة لم تكن مجرد احتفال، بل مساحة تفاعلية جمعت الناس حول مشترك واحد: الفرح بالنصر، والإيمان بمستقبل يستحق أن يُبنى معاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار