إدلب تستعيد خضرتها.. ومعرض الزيتون يعيد للمدينة وجهها الزراعي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية– علّام العبد:

أكد محافظ إدلب محمد عبد الرحمن أن افتتاح معرض الزيتون هذا العام يأتي ليواكب عملية البناء التي بدأت كثمرة من ثمار تحرير سوريا.

وأشار المحافظ، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح معرض الزيتون في محافظة إدلب بحضور معاون وزير الزراعة باسل سويدان، إلى أن عمليات البناء التي تشهدها سوريا اليوم، ومن ضمنها الارتقاء بالواقع الزراعي ككل، تعيد إدلب إلى الواجهة من جديد، خضراء أفضل مما كانت، زيتاً وزيتوناً.

وتضمّن المعرض عرضاً لأهم منتجات الزيتون وزيت الزيتون ومشتقاته، بمشاركة الفلاحين والمزارعين والجهات الزراعية.

ويهدف المعرض إلى دعم القطاع الزراعي في محافظة إدلب، وتعزيز تسويق المنتجات المحلية، وإبراز أهمية شجرة الزيتون ودورها الحيوي في الاقتصاد الزراعي.

وأوضح عضو اللجنة العلمية لمعرض الزيتون المهندس نزار عيسى أن تنظيم معرض الزيتون هذا العام جاء بالتعاون مع وزارة الزراعة ومحافظة إدلب، وبمشاركة مديريتي الزراعة والصناعة وعدد من المنظمات الدولية والشركات والجهات الفلاحية، بالإضافة إلى مشاركة مهنيين ومختصين في القطاع من سوريا وعدد من الدول العربية والأجنبية.

وبيّن عيسى، في تصريح لـ”الحرية”، أن المعرض في دورته الأولى بعد التحرير هذا العام شهد مشاركة فعاليات كثيرة ومتنوعة، بهدف تقديم أحدث التكنولوجيات والآليات المعتمدة في قطاع الزيتون وزيت الزيتون، من طرق الزراعة والجني والعصر وصولاً إلى التخزين والتعليب والتسويق.

ويمتد المعرض، الذي انطلق اليوم في إدلب، موجهاً أساساً إلى المهنيين والمختصين في القطاع، ويمثل –حسب الجهات المشاركة– فرصة للناشطين في قطاع إنتاج الزيتون وزيت الزيتون في إدلب وغيرها من المحافظات السورية للتعرّف على آخر التطورات التكنولوجية في هذا المجال، وعقد لقاءات مباشرة بين المهنيين من مختلف المنظمات والشركات المشاركة.

كما يهدف المعرض إلى التعريف بثراء المنتج السوري من الزيتون وزيت الزيتون.

ولفت عيسى إلى أن برنامج المعرض يتضمن عدة فعاليات مميزة تشمل ندوات علمية وورشات عمل تتناول أحدث الابتكارات في مجال زراعة الزيتون وإدارة المحاصيل، كما ينظّم المعرض حوارات وعروضاً ترويجية لأفضل المنتجات المحلية، ما يساهم في دعم الإنتاج المحلي وإبراز جودة زيت الزيتون السوري الذي يحظى بسمعة دولية مرموقة.

وفي تصريح مماثل أشار مدير زراعة إدلب المهندس مصطفى موحّد إلى أن المعرض يشكل منصة مهمة تجمع بين مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الزيتون من منتجين وخبراء ومهتمين بالصناعة الغذائية والزراعية، بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التقنيات والأساليب المتطورة في زراعة الزيتون وتحسين الإنتاجية.

وبيّن موحّد أن شجرة الزيتون تُعدّ من أقدم الأشجار التي وُجدت على الأراضي السورية، ولطالما كانت مصدر رزق للعديد من العائلات والفلاحين، خاصة في الشمال السوري، وتُعتبر شجرة الزيتون رمزاً للسلام والخير، ومصدراً حيوياً للدخل وفرص العمل، حيث تساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي المحلي وتدعيم الاقتصاد الوطني.

وأكد رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة إدلب المهندس خالد طكو أن المعرض يشكل حدثاً استراتيجياً لدعم وتطوير قطاع الزيتون، وتعزيز وعي الفلاحين والمستثمرين بأهمية تبني ممارسات زراعية صديقة للبيئة ومستدامة، كما يسهم في تعزيز مكانة الشمال السوري كمركز ريادي في إنتاج وتصدير الزيتون وزيت الزيتون على المستويين الوطني والدولي.

الجدير ذكره أن معرض الزيتون في إدلب يمثل مناسبة للاحتفاء بالنصر والتحرير، وبشجرة الزيتون كتراث طبيعي وثروة اقتصادية، وفرصة لمناقشة الرهانات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تفرض ضرورة التكيف وتعزيز الاستدامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار