تعطل آبار الري يتهدد الحزام الأخضر في مدينة البوكمال

الحرية – محمد الطراد:
يُعاني الحزام الأخضر في مدينة البوكمال من إهمالٍ يتحوّل ببطء إلى كارثة بيئية واجتماعية ، الحزام الذي يضم أنواع الأشجار الحراجيّة من سرو وصنوبر ، إلى الزيتون والنخيل ، يُعد المتنفس الطبيعي الوحيد لأهالي المنطقة ، ناهيك عن دوره في التخفيف من آثار موجات ( العجاج ) ، غير أن تعطل آبار الري التي تُغذيه بالمياه ، يُهدد تلك المساحات الواسعة بالعطش واليباس.

عطش

3 آبار تُغذي الحزام الأخضر بمياه الري حيث كانت تضخ المياه التي تحافظ على الأشجار والمزروعات ، والتي تمتد على مساحة 3 آلاف / دونم ، وتجعل من المكان وجهة للراحة ، لكن تعطّلها لفترة طويلة حوّل مساحات خضراء إلى أراضٍ شبه قاحلة ، فمنذ سنوات الأشجار تموت عطشاً ، والطريق المؤدي إليه يعاني من التشققات والحفر ، وتراكم النفايات .
يستذكر الأهالي ممن التقتهم ” الحرّية ” في الموقع المذكور أيام السيران ، حيث يقضون العطل وسط أجوائه ، ففي كل يوم جمعة ، تقصد عوائل مدينة البوكمال المكان ، فينصبون خياماً ، ليقضوا يومهم فيه ، مصطحبين معهم عدة الطبخ والمشاوي ، ومعها أنواع المشروبات ، يكاد المكان يكون مهجوراً ، فلا مياه ولا خدمات ، وغابت ظلال الأشجار التي تعيش ذبولاً تدريجي ، في الربيع وفي الصيف تقصده العوائل للاستجمام هرباً من الجو اللاهب المعروف بالمنطقة، مطالبين بإشراك المجتمع المحلي في إدارة الموقع والمحافظة عليه وتخصيص ميزانية واضحة ودورية للصيانة والتطوير ، واتخاذ إجراءات عاجلة تشمل إصلاح الآبار المعطلة فوراً وتأمين بدائل مؤقتة ، إضافةً إلى تطوير البنية التحتيّة للحزام الأخضر من مرافق خدمات ، و أنظمة ري حديثة.

لا إمكانيّة

مدير فرع هيئة أملاك الدولة والحراج في مديرية زراعة دير الزور المهندس محمد العمير أكد في تصريح لـ ” الحرّية ” أن الحزام الأخضر في البوكمال يُعد المتنفس الوحيد الذي يخدم أهالي البوكمال في الصيف للخروج إليه من أجل الراحة والاستجمام ، ناهيك عن دوره في التخفيف من آثار العواصف الغبارية ( العجاج) التي تهب في المنطقة ، مُبيناً أن المشكلة تكمن في تعطل آبار الري الثلاثة التي تروي كامل الحزام الأخضر ، لافتاً أن لا إمكانية حالياً لإصلاح الآبار .
واقع منطقة الحزام الأخضر في البوكمال ، يحتاج مبادرات عاجلة وحلول توقف تدهوره لما يحمله ذلك من آثار سلبية على السياحة البيئية المحلية بفقدان منطقة جذب مهمة داخل المحافظة ، إضافةً لتأثير ذلك على الأمن البيئي عبر زيادة التصحر وتقليل المساحات الخضراء