الفريز في سهل عكار .. محصولٌ واعد يتحدى الأمراض ويحافظ على جدواه الاقتصادية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- رنا الحمدان: 

تمتد البيوت البلاستيكية في سهل عكار، على مدّ النظر، وتحجز زراعة الفريز مكانها فيها كأحد أهم المحاصيل المحمية، وأكثرها حضوراً في الحياة الاقتصادية للمزارعين، رغم التحديات المتزايدة التي فرضتها يروي المزارع حسن ديب تجربته مع هذا المحصول، مؤكدا أن الفريز شكّل مصدر رزقه الأساسي، مستفيداً من طبيعة المناخ الملائمة والتربة الخصبة، رغم ما يرافق ذلك من صقيع أحياناً وتشكل الطبقة الملحية، ويشير إلى أن تسويق الإنتاج يتم عبر سوق الهال، إضافة إلى تصدير قسم منه إلى دول الجوار، بينما يخصص جزء آخر لصناعة المربيات في الورش والمعامل المحلية.

بدوره، يستعيد المزارع محمد مصطفى بدايات زراعة الفريز في المنطقة، حيث زرع خارج البيوت المحمية، قبل أن ينتقل المزارعون إلى الزراعة المحمية الحديثة مطلع ثمانينيات القرن الماضي وتراجع الإنتاج في السنوات الأخيرة.

4500 طن من الفريز

بلغت تقديرات إنتاج الفريز لهذا العام في المحافظة كما أكد مدير الزراعة بطرطوس بالتكليف الدكتور محمد أحمد نحو 4500 طن، بعد أن كان متوسط إنتاج البيت البلاستيكي في الأعوام السابقة يقارب طنين للبيت الواحد، ليتراجع اليوم إلى ما بين طن وطنٍ ونصف.

ويؤكد أحمد أن زراعة الفريز المحمي تُعد من الركائز الزراعية الأساسية في سهل عكار، ولا تتم زراعته مكشوفًا، لافتاً أن عدد البيوت البلاستيكية المزروعة به تبلغ نحو 4375 بيتاً، تتركز في قرى أرزونة والمدحلة والسودة وكرتو وشاص والرنيسية وخربة الأكراد والصبوحية، إضافة إلى انتشارها بنسب متفاوتة في باقي قرى السهل كيحمور والمنية، وميعار شاكر والوقف وخربة المعزة.

مرض القلب الأحمر

أما أسباب تراجع الإنتاج خلال السنتين الماضيتين، فيعزوها د.أحمد إلى انتشار أمراض التربة، ولا سيما مرض القلب الأحمر، الذي يُعد من أخطر التحديات التي تواجه المزارعين، ما يتطلب الالتزام بإجراءات العناية والمكافحة الوقائية، ورغم ذلك لا تزال هذه الزراعة مجدية اقتصادياً بسبب السعر الجيد مقارنة مع باقي الزراعات المحمية.

وأضاف د.أحمد أن أبرز الآفات الحشرية التي تصيب الفريز تتمثل بالأكاروسات والمن والتربس، إضافة إلى أمراض فطرية مثل البياض الدقيقي والعفن البني ونيوبيستالوتا.

ولضمان إنتاج جيد، يشدد المختصون على أهمية التسميد العضوي المخمر، وتحضين الخطوط الزراعية، واستخدام النايلون الأسود للحفاظ على جودة الثمار، إلى جانب الري المنتظم، خاصة في المراحل الأولى من النمو، والتسميد المتوازن بالبوتاسيوم والكالسيوم، مع الاعتماد على الرشات الوقائية الدورية.

الموسم 6 أشهر

ويمتد موسم جني الفريز من تشرين الثاني وحتى أيار، حيث يبدأ المحصول بفقدان جدواه الاقتصادية مع تراجع الأسعار في نهايات الموسم، وهو ما يجعل من الفريز محصولًاً طويل المدة، عالي المتطلبات، يحتاج إلى متابعة دقيقة واستثمار مدروس، تبدأ من تأمين شتول سليمة وخالية من الأمراض.

Leave a Comment
آخر الأخبار