الحرية ـ دينا الحمد:
أدانت دول وحكومات ومنظمات عديدة بشدة الهجوم الإرهابي الأخير الذي استهدف المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حمص، واعتبرته محاولة وحشية لتقويض السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة، مؤكدة تضامنها مع الشعب السوري في مساعيه لبناء مستقبل آمن ومستقر.
هذه الجريمة النكراء التي هدفت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا تمثل الوجه الحقيقي للإرهاب الذي دعت سوريا الجديدة إلى محاربته، وانضمت إلى التحالف الدولي من أجل القضاء عليه على الأرض السورية.
وأياً كانت الجهة التي تقف وراء هذا التفجير الإرهابي، والتي ستطولها يد العدالة يوماً، فإن الأجهزة الأمنية المختصة في سوريا ستبذل كل جهد للقبض على مرتكبيه، وستواصل تعزيز استقرارها وأمنها رغم استفزازات المجرمين الذين يستهدفون دور العبادة في محاولة لإثارة الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

ما جرى في المسجد وراح ضحيته الأطفال والشيوخ الأبرياء يؤكد أن مرتكبي الجريمة لا يقدّسون دور العبادة، ويستخفون بالقيم الدينية والإنسانية، ويسعون إلى نشر الفتنة.
ومن هنا فإن واجب الجميع -دول وحكومات ومنظمات ومجتمع محلي- أن تتضافر جهودهم لمحاربة الإرهاب، وعلى الشعب السوري بكل مكوناته مؤازرة الأجهزة الأمنية، وتزويدها بأي معلومة، ودعمها بكل ما يلزم لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، حتى اجتثاث جذوره حفاظاً على أمن الوطن وصوناً لسلامة المواطنين ووحدتهم الوطنية.
ومع أن العالم يدرك أن أجهزة الدولة السورية الجديدة أطلقت منذ تسلمها مهامها بعد التحرير عمليات أمنية واسعة في عدد من المحافظات لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، واستهدفت أوكار التنظيم وعناصره المتخفّين، وتواصل حتى الآن ملاحقة كل من يعبث بأمن الوطن، سواء كانوا من فلول النظام البائد أو من الـ«دواعش»، فإن المطلوب من الدول الصديقة والشقيقة أن تضع كل ثقلها لمؤازرة الدولة السورية في هذه المهمة الوطنية.
المطلوب اليوم أن يتكاتف الجميع كي لا يبقى مكان للإرهاب في حاضر سوريا ولا في مستقبلها، خاصة أن دمشق تعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات من أجل السلام والاستقرار، ولن يتحقق ذلك إلا بالقضاء على الإرهاب بكل أشكاله وصوره.