الحرية – حسام قره باش :
شارفت المواسم الصيفية من الخضروات والفواكه على نهايتها في الأسواق، وبدأ العمل للبحث عن البدائل لتأمين حاجة السوق المحلية منها خلال موسم الشتاء، تحسباً لقلة العرض أو فقدان أحدها وبالتالي ارتفاع أسعارها كثيراً خاصة بعد أن أصدرت اللجنة الوطنية للاستيراد والتصدير، قرارها بإيقاف استيراد بعض المنتجات الزراعية لشهر كانون الثاني للعام 2026.
وفي تصريحه لصحيفة «الحرية»، أكد رئيس الشؤون الزراعية في مديرية زراعة دمشق وريفها المهندس يحيى كنعان أن الأسواق المحلية، لا تعاني عادة من نقص أو عدم توفر الخضار الصيفية، نظراً لوجود إمكانات الخزن والتبريد لكثير من الأنواع وطرحها في الأسواق بعد انتهاء الموسم، إضافة إلى قدرة الأسواق الساحلية والزراعات المحمية والتنوع الجغرافي الواسع والمميز لسوريا على تأمين مختلف أنواع الخضار والحاصلات الزراعية خلال أطول فترة زمنية ممكنة.
انتهاء مواسم الخضار الصيفية تُعوَّض بالاستيراد والإنتاج المحلي من الزراعات المحمية
في حين يرى معاون رئيس لجنة تسيير أعمال سوق الهال بدمشق موفق الطيار في تصريحه لصحيفة “الحرية” أن إنتاج الزراعات المحمية والبيوت البلاستيكية لا يكفي حاجة السوق المحلية السورية من كافة أصناف الخضار، ولذلك سيتم استيرادها من الأردن مثل (البندورة والباذنجان والكوسا والخيار.. الخ) مبيناً عدم وجود استثناء من القرار، إنما لدينا روزنامة زراعية تصدر منتصف كل شهر تحدد احتياجنا إذا نقص بعض الأصناف، حيث يُرسَل إلى وزير الزراعة ومدير هيئة المنافذ البرية والبحرية الحاجة للاستيراد.
وقال موفق الطيار لـ(الحرية): من المؤكد ألا نشهد ارتفاعاً في الأسعار خلال الفترة المقبلة للخضراوات والفواكه وستبقى مستقرة، مشيراً إلى تأمين البنية التحتية وتجهيز الساحات والأماكن لاستقبال الأصناف المستوردة مع ضمان حماية فلاحنا والذي نريده أن يزرع وينتج.
وشدد على أن السوق ليس فيه احتكار، واستقبل كميات كبيرة من الإنتاج الزراعي، إنما تخضع أسعارها للعرض والطلب، ومع هطول الأمطار زاد سعر كيلو البطاطا 300 ليرة لتوقف الفلاح عن القلع اليومي لإنتاجه بسبب الظروف الجوية مع أنها تعتبر رخيصة جداً في سوق الهال، حيث يتراوح سعر الكيلو من 2000-3000 ليرة حسب نوعها وكمياتها وافرة ويتم التصدير منها أيضاً.
في سياق آخر، تشهد أسواقنا اليوم أسعاراً مرتفعة للحمضيات وغياب واضح للأصناف الجيدة، إذ إن سعر كيلو الليمون أكثر من 10 آلاف ليرة والبرتقال صغير الحجم والكرمنتينا 5 آلاف ليرة للكيلو، بينما في سوق الهال المركزي أوضح الطيار أن أسعار الحمضيات مقبولة، إذ يتراوح سعر كيلو الليمون الحامض ما بين 4-6 آلاف ليرة وانتهاء موسم الكرمنتينا، كاشفاً عن أن الحمضيات الجيدة أصبحت تصدر من اللاذقية إلى العراق بكميات هائلة وليس من دمشق كما كان سابقاً، ويرسل التجار الأصناف الأقل جودة والتي لا تصدر إلى سوق الهال بدمشق.
وعن حركة التصدير في السوق، لفت الطيار إلى تصدير 10 برادات يومياً بحمولة 25 طناً من البطاطا والملفوف والرمان لوجود فائض كبير منه إلى دول الخليج والعراق.
واعتبر أن المصدرين اليوم في أسوأ حالاتهم ويخسرون لعدم وجود دعم للمصدر، وافتقاد التاجر المصدِّر للحماية كي يبقى يدخل القطع الأجنبي للبلد، منوهاً بتراجع التصدير عن السابق، فبعد أن كان يصدر برادين في اليوم، صار يصدر براداً واحداً أو برادين في الأسبوع.
وختم بأنه لا خوف من نقص أي مادة، والسماح أول الشهر باستيراد الثوم والتفاح من تركيا وبولونيا بسبب قلة الإنتاج هذا الموسم.