الحرية– ميسون شباني:
بعد النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول من «حكي سليم ولازمو فهيم»، يعود الموسم الثاني ليأخذنا في رحلة جديدة عبر الواقع الاجتماعي السوري من خلال الكوميديا الساخرة والنقد العميق.
العمل يحمل في طياته أبعاداً درامية وفكاهية تعكس روح العصر وتطرح قضايا مهمة مثل البطالة، الفقر، والتأثيرات النفسية لسنوات الحرب، ما يجعله منصة للتعبير عن هموم الناس بأسلوب فني يلامس القلب والعقل في آن واحد.
وأكد الفنان سعيد الحناوي، مؤلف ومخرج العمل، لصحيفة «الحرية» أن الموسم الجديد ليس مجرد تكملة للعرض السابق، بل هو امتداد طبيعي لنجاحه، حيث يجسد بشكل أعمق هموم المجتمع السوري.
الكوميديا كأداة للتنفيس عن الألم
في حديثه عن العمل، أوضح الحناوي أن الكوميديا ليست مجرد وسيلة للضحك، بل هي وسيلة قوية للتنفيس عن الألم والضغوط النفسية التي يعاني منها الناس.
«حكي سليم ولازمو فهيم» لا يكتفي بتقديم الضحك كهدف رئيسي، بل يحاول تحويل المعاناة إلى مادة جماعية يمكن للجميع أن يتفاعل معها ويشعر بها. هذا الموسم، مثل الموسم الأول، يعتمد على تقديم القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي يجعل الناس يتأملون في واقعهم من خلال رؤية مختلفة، ولكن دون التقليل من جدية تلك القضايا.
التطور في الشخصيات والموضوعات
واستكمل الحناوي حديثه لـ «الحرية» بأن الموسم الثاني يتابع مغامرات الشخصيتين الرئيسيتين «سليم» و«فهيم» اللتين، رغم محاولاتهما المستمرة لتحقيق طموحاتهما في ظل واقع صعب، يجدان نفسيهما في مواقف جديدة مليئة بالتحديات.
هذه المرة، لا تقتصر الأحداث على تقديم قضايا اقتصادية واجتماعية، بل تتوسع لتشمل الضغوط النفسية الناتجة عن سنوات الحرب والتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب السوري.
التركيز على القضايا الاجتماعية الراهنة
واعترف الحناوي بأن أحد أبرز جوانب الموسم الثاني هو التركيز على الأبعاد الإنسانية المرتبطة بالحروب والصراعات المستمرة. من البطالة إلى الضغوط النفسية الناجمة عن سنوات الحرب، يعكس العمل قضايا الأجيال الجديدة التي تكافح للتكيف مع واقع متغير. وبفضل الأسلوب الكوميدي، يُطرح موضوع مثل التجنيد القسري، الفساد وفقدان الأمل في المجتمع، دون الوقوع في فخ المبالغة أو التهويل.
الرمزية في العنوان
وفي حديثه عن اختيار عنوان المسرحية، أشار الحناوي إلى أنه كان مدروساً بشكل جيد في سياق الرقابة السياسية. فـ «حكي سليم» يعكس الحاجة إلى التعبير الصحيح، بينما «لازمو فهيم» يشير إلى الفهم العميق للأحداث. لذلك عمد إلى استغلال هذه الرمزية بشكل خلاّق، حيث طُرحت القضايا السياسية بعد التغيرات التي شهدتها البلاد، ما أتاح للمسرحية فرصة طرح مواضيع كانت محظورة في السابق، مثل فساد النظام.
النقد الاجتماعي والتفاعل مع الجمهور
يهدف الحناوي عبر مزج الكوميديا والنقد الاجتماعي إلى إشراك الجمهور في نقاش حقيقي حول القضايا التي يواجهها المجتمع السوري.
فالعرض يقدم شخصيات حية ومعاناة حقيقية، ويمنح الناس فرصة للتنفيس عن آلامهم بطريقة تفاعلية، حيث لا يقتصر الجمهور على مشاهدة الأحداث فقط، بل يكون جزءاً من التجربة.
ويسعى الحناوي وفريقه في الموسم الثاني من العرض إلى إيجاد الأمل في ظل الصعاب، وتجسيد وجع الناس من خلال الفكاهة في وقت الحرب. لتصبح الكوميديا هنا أكثر من مجرد ترفيه، بل أداة للتنفيس وإعادة التفكير في التحديات الاجتماعية.
الجدير بالذكر أن العرض من بطولة: سمير الشماط، محمد سويد، خالد مولوي، أحمد حجازي، فرح علي، ياسمين أبو خضر، ولين الخنساء، وهو من تأليف وإخراج سعيد الحناوي، وسيُعرض على مسرح الخيام كل يوم جمعة من كل أسبوع الساعة الثامنة مساءً في دمشق.