الحرية- لمى سليمان:
لا تقف المشاركة السورية، ممثلة بالسيد الرئيس أحمد الشرع، في مؤتمر المناخ COP30 عند حد الحضور البروتوكولي وإنما تكتسب مكانة تاريخية ودولية جمة، فهي المشاركة الأولى لرئيس سوري في مؤتمر المناخ منذ تأسيسه عام 1995، كما أن المؤتمر بنسخته الحالية يأتي بظروف صعبة في ظل تزايد التحذيرات من تفاقم آثار الاحتباس الحراري العالمي.
إعلان عودة سوريا
وفي حوار مع خبير العلاقات الدولية د.شاهر الشاهر أكد فيه أن مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع تعتبر مشاركة مهمة وهي فرصة للإعلان للعالم بأسره بعودة سوريا إلى مكانها الطبيعي، فحضور الرئيس السوري إلى جانب أكثر من 140 زعيم دولة في العالم يؤكد أهمية القمة وإدراك الدول لهذا التحدي الكبير، كما يؤكد رغبة سوريا في التعاون مع جميع الدول وتحمل مسؤولياتها والتصرف كدولة مسؤولة تجاه العالم.
دلالة الأمازون
وتأتي دلالة اختيار الأمازون نسبة لأهميته في هذه المنطقة التي تنتج الكثير من الأكسجين الذي يحتاجه العالم، والتي تحتوي كميات ضخمة من الكربون و تعد رئة الأرض، والأهم أن هناك مجموعة سكانية تعتمد بشكل أساسي على المناخ بمعنى أن الغابات والمناخ هو أساس وجودها ففي حال تعرض هذه البيئة لأي ضرر، فإن حياتهم تصبح مهددة وكذلك ثقافتهم وحضارتهم تصبح مهددة، فتحدي المناخ ليس تحدياً بسيطاً بل أصبح تحدياً وجودياً للجميع.
أهمية وجود سوريا
وبالنسبة لأهمية وجود سوريا في مؤتمر المناخ، فيؤكد د.الشاهر أن سوريا ليس لديها الكثير من الانبعاثات الغازية بحكم توقف الإنتاج فيها إلى حد كبير، وبالطبع تعاني البلد من التلوث بشكل كبير وهو يشمل كل شيء من الهواء إلى التربة، إضافة إلى التلوث بسبب العودة الى الوسائل البدائية في تكرير النفط وخاصة في المناطق الشرقية و الذي أدى إلى تدمير البيئة بشكل كبير.
كما أن الجفاف أثر على سوريا بشكل كبير وخلال العقد الأخير وخاصة بسبب سرقة المياه في جنوب سوريا أيضاً من قبل الاحتلال الاسرائيلي، ناهيك عن موضوع مياه نهر الفرات ونهر دجلة والجفاف الكبير الذي أصبحت بعض المحافظات تعاني منه فهذا الموضوع هو موضوع هام و حيوي، ويشكل شريان الحياة لسوريا.
وهذا التحدي كبير أمام سوريا، كما يبين د.الشاهر لأنها يجب أن تعيد بيئتها الخضراء، فسوريا تعاني من التصحر وأصبحت بلداً فقيراً و مقفراً.
رسالة للعالم
وكما يوضح د.الشاهر فسوريا بحضورها تنقل للعالم رسالة هامة وهي ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي، و هي رسالة يجب نقلها للعالم وكذلك تطبيقها في سوريا، وسوريا تستطيع أن تشكل نموذجاً في هذا الإطار، كونها بلداً زراعياً عبر التاريخ، وأهلها هم أول من أنتج واكتشف الزراعة، و ثقافة نهر الفرات ودجلة موجودة في هذه المنطقة وكذلك المجتمع الزراعي أيضاً هو مجتمع موجود في سوريا ،فيمكن لسوريا أن تلعب دور و تشكل نموذجاً مستفيدة من المساعدات التي يتوجب على دول العالم دفعها للدول الفقيرة.
وكما يوضّح د.الشاهر فهناك توجهات عالمية للحد من التلوث المناخي وخاصة من خلال الاعتماد على الطاقة الخضراء في توليد الكهرباء والطاقة الكهربائية ولكن هذا الموضوع قد يضر في اقتصاديات بعض الدول وخاصة الدول النفطية وبعض الدول العالم التي بدأت تضع حداً لهذا التوسع في الطاقة الخضراء.