أزمة “الابن المفضل”   فروقات عاطفية لها ٱثارها الإيجابية والسلبية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – دينا عبد:

يرفض معظم الآباء الاعتراف بتفضيلهم أحد أبنائهم على الآخر، لكن في الحقيقة العديد من الآباء لديهم ولد مفضل أو كما يقال (مدلل) في العائلة وهذا ما لاينكره الجميع.
ورغم حرص معظم الآباء والأمهات على معاملة أبنائهم بعدل أو بالسوية نفسها، واقتناعهم بأن مشاعر الحب موزعة بالتساوي بينهم، فإن الواقع قد يكشف عن فروقات عاطفية تحدث غالباً دون قصد.

الطباع هادئة

برأي الباحثة الاجتماعية هدى محمد فإن بعض الأبناء يتمتعون بطباع هادئة، لذلك يميل الآباء لتفضيلهم على إخوتهم الذين يكونون أكثر تطلباً وإلحاحاً في بعض الأمور، إضافة لذلك فهناك مراحل عمرية يعاني فيها الوالدان من صعوبة في فهم سلوك ابنهم أو التعامل معه.
فالابن المفضل لأحد والديه يكون متشابهاً معه في الهوايات وطريقة التفكير والحديث، لذلك يكون من الأسهل عليه أن يقضي وقتاً معه في اللعب و النقاش دون الحاجة إلى تخطيط أو تفكير، ودون النظر إلى عمره فقد يكون الابن المفضل في الأسرة هو الكبير أو الأوسط وقد يكون آخر العنقود ( كما يصفه الجميع).
وتبين أن قضاء الوقت مع ابن اهتماماته مختلفة عن الشخص قد يتطلب وقتاً ومجهوداً لتطابق الأفكار ولتغيرها أيضاً.

الاختلاف والتشابه

ونوهت الباحثة إلى أن أوجه التشابه أو الاختلاف في الطباع والاهتمامات تلعب دوراً كبيراً في تشكيل علاقة خاصة بين أحد الوالدين وأحد أبنائه.
ماذا لو كان الابن يحب ممارسة رياضة معينة مثلاً قد لا يفهمها أحد والديه لأنها لا تناسب أعمارهم، أو قد يحب مناقشة القصص والروايات التي يقرؤها مثل الكتب التاريخية، فقد لا يفقه بها كثيراً أو لا يحبذ مناقشتها.
في هذه الحالات، سيحتاج الدخول إلى عالم طفله، ويعمل على خلق فرص استباقية لمعرفة كيفية مجاراته ومناقشته ليستمتع بوقته.
ومع أن الجميع يتفقون على أن وجود طفل مفضل ليس خيانة لبقية الإخوة الآخرين في العائلة، أو هو ليس شيئاً يجب الخجل منه، إلا أنه من المهم خلق بيئة محبة، يشعر فيها جميع الأبناء بالرعاية والدعم والتقدير من أهاليهم.

الارتباط الوثيق

ونصحت الباحثة الوالدين بإثبات حبهم لكل أبنائهم بنفس الطريقة، وتوضح أن الارتباط الوثيق مع أحد الأشقاء لا يقلل من حب الأهل للبقية من الإخوة.
ومن الضروري أن يوضح الوالدان لبقية أبنائهم أن التعايش مع ابن بشكل أفضل لا يعني أنهما يحبان ذلك الابن أكثر من البقية.
ونوهت بأن المعاملة المميزة من قبل الوالدين لها آثارها الواضحة والمتميزة التي تتجاوز تأثيرات التربية العامة.
وهذا يعني أن نتائجها سواء كانت سلبية أو إيجابية لا ترتبط بجودة الأبوة بقدر ما ترتبط بالاختلاف في أسلوب التعامل مع كل ابن على حدة.

Leave a Comment
آخر الأخبار