أزمة الاتصالات في البوكمال.. مواطنون يتساءلون عن صمت المحطات المعطلة؟!

الحرية – محمد الطراد :

يُعاني سكان مدينة البوكمال وريفها في محافظة دير الزور من مشاكل مُزمنة على صعيد قطاع الاتصالات،

ساعات طويلة يقضيها الأهالي للحصول على إشارة شبكة هاتفية في زمنٍ لم تعد هذه الخدمة من الكماليات ، بل ضرورة لا تحتمل تأجيلاً لحلها .

* شكاوى

يقول أبو أحمد – أحد سكان ريف البوكمال- يتحدث لـ” الحرّية ” قائلاً : ” أضطر للصعود إلى سطح المنزل حاملاً هاتفي وأنتظر قدْر ساعة أو أكثر حتى أتمكن من إجراء مكالمة واحدة ، الأمر أشبه بالياناصيب ” ، فيما يقضي جاسم الوسمي ساعات على سطح منزله ، لالتقاط إشارة تغطية ، في حالٍ يعيشها معظم سكان المنطقة الذين يعتمدون على الاتصالات في أعمالهم وتواصلهم مع ذويهم ومعاملاتهم اليومية.

تتجاوز أزمة الاتصالات في البوكمال مجرد إزعاج تقني حيث تركت تأثيراً سلبياً ، وفق أحاديث لمواطنين في المنطقة ، فتأثرت الأعمال الحرة والتجارية التي تعتمد على الاتصال بالعملاء ، كذلك معاناة للطلاب من صعوبة في المشاركة في الدروس عبر الإنترنت عندما كانت متاحة ، ناهيك بما يواجهه المرضى من صعوبات في التواصل مع الطوارىء والمستشفيات.

* بالأرقام :

حسب معلومات حصرية من داخل مقسم هاتف البوكمال حصلت عليها ” الحرّية ” ، فإن الوضع التقني للمحطات كالتالي : توجد 3 محطات لشركة MTN ، واحدة فقط تعمل بينما محطتان معطلتان تماماً ، أما بالنسبة محطات ” سيريا تيل ” فتوجد أيضاً 3 محطات تعمل منها اثنتان بينما المحطة الثالثة متوقفة عن العمل، هذا يعني أن المنطقة تعتمد على أقل من نصف طاقتها الاتصالية، ما يخلق ضغطاً هائلاً على الشبكة المتبقية ويتسبب في انهيارها المتكرر .

أزمة الاتصالات في البوكمال تنتظر حلاً عاجلاً ، أقلها ، بالنظر لكونها معبراً حدودياً تجارياً مع بلد عربي مُجاور هو العراق ، ناهيك باحتياجات الأهالي ، وهنا يرى مختصون ضرورة تشكيل لجنة طوارئ من وزارة الاتصالات لتقييم الوضع ، وتخصيص ميزانية عاجلة لإصلاح المحطات المُعطلة ، مع اعتماد حلول مؤقتة مثل وحدات اتصال متنقلة خلال فترة الإصلاح ، مؤكدين أن الاستثمار في البنية التحتيّة للاتصالات هو استثمار في تنمية المجتمع بكل نشاطاته.

* ردود :

في اتصال لـ” الحرّية ” مع مدير مقسم هاتف البوكمال المهندس محمود الصبري ، أوضح أن الوضع التقني للمحطات المتوقفة يحتاج إلى صيانة شاملة واستبدال لقطع غيار أساسية ، كما أن بعض المحطات تعرضت لأضرار تحتاج إلى تدخل فني متخصص.

وأضاف : ” لدينا خطط لإعادة تأهيل المحطات المعطلة، لكننا نواجه تحديات في توفير المعدات والقطع الفنيّة اللازمة ، بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية على هذا الصعيد ” .