الحرية – سهى الحناوي:
بعد أن وصلت أسعار البالة لأرقام فلكية في عهد النظام المجرم، بالرغم من أنها كانت في وقت من الأوقات ملاذاً آمناً للكثير من الأسر ذات الدخل المحدود، لكن الآن بعد التحرير وفي ذروة فصل الشتاء، بدأ أصحاب محال البالة في السويداء يعرضون ملابسهم الشتوية وبأسعار تسرّ الخاطر والجيوب في آن معاً، فالجاكيت الخفيف وكنزة الصوف والبنطال وصل سعر القطعة منها إلى 10 آلاف ليرة فقط، بينما كانت قبل شهرين فقط بـ 25 ألف ليرة، وسعر جاكيت الجوخ الرجالي والنسائي والمطري الآن 25 ألف ليرة ،و كان سابقاً بـ600 ألف ليرة، وكنزة “الموهير” 15 ألف ليرة.
أما ألبسة الأطفال، فحدث ولا حرج، رغم أنها بالة ومنها المستعمل، إلا أن أسعارها أيضاً كانت تحلق، فقد وصل سعر الجاكيت الولادي بين 300- 400 ألف ليرة، طبعاً ذريعة ارتفاع أسعار تلك الملابس، وعلى ألسنة أصحاب تلك المحال كانت أنها «بضائع أجنبية مستوردة»، أما الآن فقطعة ألبسة الأطفال لا تتجاوز الـ 15 ألف ليرة.
صحيفة الحرية التقت أحد أصحاب محال البالة في السويداء، والذي بيّن أن النسبة الأكبر من مرتادي البالة هم من ميسوري الحال.
وعن سبب الارتفاع الجنوني في أسعار البالة سابقاً، أشار إلى أن أسعار بضائعهم من المصدر كانت مرتفعة وتالياً تباع بأسعار مرتفعة، أما في وقتنا الحالي وبعد الخلاص من الطاغية، فقد تحررنا جميعاً، وحتى الحدود، ما أغرق الأسواق بالبضائع من كافة الأشكال والأنواع.
من جهتها، أبدت المواطنة عبير غبرة فرحها بانخفاض الأسعار الكبير، فقد تسوقت أكثر من 10 قطع ألبسة ولم يتجاوز ما دفعته الـ 100 ألف ليرة، مشيرة إلى حرصها على التواصل الدائم مع أصحاب محال البالة لتحصل على حصتها من الملابس الجيدة، لأن البالة تحوي الرديء والجيد معاً.
بدوره، رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء أيمن أبو حمدان، أكد أن هذه البضائع كانت تدخل إلى البلاد بطرق غير قانونية لعدم ضمانتها صحياً، وتالياً لا نستطيع تحديد عدد القطع أو أسعارها لعدم وجود فاتورة أو حتى شهادة جمركية، فالأنظمة والقوانين الناظمة لعمل «حماية المستهلك» لا تجيز لنا فرض الرقابة على الألبسة الأوروبية المستعملة (المهربة)، مضيفاً: إنه وفي عهد النظام البائد لم يكن بمقدور الجميع تأمين ملابس، حتى من محال البالة، إذ كانت أسعارها غير مقبولة ومرتفعة جداً بسبب فرض النظام السابق أتاوات عليها، إضافة لاحتكارها من قبل بعض المتنفذين بالدولة.
ومن جهة ثانية، لفت أبو حمدان إلى أن انخفاض أسعار البالة وحتى أسعار المحال التجارية النظامية، انعكس إيجاباً على المواطنين، فأصبح بمقدور الجميع شراء ما يحلو لهم من بضائع.
ت- سفيان مفرج