الحرية – وليد الزعبي:
ارتفعت أسعار البندورة في الأسواق مؤخراً، حيث تراوح سعر الكيلو من الأصناف الجيدة بين ٤ و٥ آلاف ليرة، بعد أن كانت حوالي نصف هذا السعر أو أقل في أوج الموسم، ويعود السبب لكون موسم البندورة للعروة الرئيسية أصبح بنهاياته، وعلى ما يبدو ستبقى الأسعار عند هذا المستوى إلى حين بدء طرح إنتاج محصول البندورة للعروة الخريفية مطلع الشهر المقبل.
أقل من المعهود
ولفت مزارعون إلى أن الأسعار الحالية بالكاد تحقق ريعاً معقولاً لهم، حيث يسوقون البندورة في أسواق الهال بنحو ألفي ليرة، بينما في ذروة الموسم كانت حوالي نصف ذلك أو أقل، فيما لم يكن الإنتاج كما هو معهود في السنوات السابقة نتيجة موجات الحرّ، الأمر الذي قلل الغلة بمقابل ارتفاع تكاليف الإنتاج التي ازدادت أكثر لاحتياج المحصول إلى تقديم ريات إضافية على غير المعتاد بسبب موجة الحر الشديدة التي مرت وحالة الجفاف التي سادت في الشتاء المنصرم.
– الجفاف والحرارة الشديدة خفضا الإنتاج بنسبة ٣٠٪
إجهاد حراري
وأشار مختصون بالشأن الزراعي إلى أنّ البندورة عانت من الإجهاد الحراري نتيجةً لتعرضها لارتفاع الحرارة الحاد، ومع عامل الجفاف بسبب انحباس الأمطار الموسم الفائت، تأثر المحصول وتراجعت الإنتاجية من ١٤ طناً للدونم الواحد إلى مادون ٦ و ٧ أطنان للدونم، أضف لذلك انتشار عدد من الآفات التي تخطت العتبة الاقتصادية ما زاد من تكلفة الإنتاج وأضعف الغلة، ولفتوا إلى أن استجرار معامل الكونسروة لم يكن كما في السنوات الفائتة، لأن تلك المعامل تعاني من نقص السيولة المادية نتيجة تكدس الإنتاج لديها إثر ضعف الطلب على الكونسروة بهذه الفترة، وزيادة التكلفة التشغيلية بسبب غياب دعم مستلزمات الإنتاج من الفيول والكهرباء وغيرها .
تشتهر بها المحافظة
مدير زراعة درعا المهندس عاهد الزعبي، أوضح لصحيفتنا الحرية أن البندورة كما هو معروف من المحاصيل التي تشتهر بها محافظة درعا، حيث تمتاز بالجودة والإنتاجية العاليتين، وهي مرغوبة للمائدة والتصنيع، والفلاحون يتقنون رعاية هذا المحصول منذ زراعة الشتول وحتى جني الإنتاج، حيث تراكمت لديهم الخبرات على مدى سنوات عديدة، لكنه أكد أن الموسم الحالي كان استثنائياً لجهة قلة الإنتاج عن الكميات المعهودة وذلك نتيجة الجفاف وموجات الحر الشديدة التي مرت.
– التخلص من الأمراض الفيروسية لا يكون إلّا بزراعة أصناف مقاومة لها
مرض فيروسي
وبالنسبة للأمراض التي حلّت بالمحصول هذا الموسم، أوضح الزعبي أنه ظهر في حقول البندورة ضمن المناطق الغربية والشمالية من محافظة درعا مرض تم تشخيصه على أنه فيروسي، وكانت الإصابة به متفاوتة من خفيفة إلى متوسطة وفي بعض الأحيان كانت الإصابة شديدة، وتجلّت الأعراض بظهور بقع على الأوراق وتقزمها وذبولها وكذلك ظهور بقع دائرية على الثمار، وهو ما أدى لانخفاض الإنتاجية في الحقول المصابة.
أصناف مقاومة
لكن مدير الزراعة لفت إلى ملاحظة مقاومة الأصناف التصديرية (المتطاولة) لهذا المرض، علماً أن الكوادر الفنية في المديرية قامت بجولات لتقصي الإصابة، ونصحت الفلاحين بزراعة أصناف مقاومة لهذا الأمراض في العروة الخريفية والمواسم القادمة، لكون مكافحة الأمراض الفيروسية يكون بشكل أساسي بزراعة أصناف مقاومة أو متحملة للإصابة، حيث لا يوجد أي مبيد يؤثر عليها، فيما ينبغي مكافحة النواقل الحشرية التي تنقل مثل تلك الأمراض، ولاسيما (التريبس – الذبابة البيضاء – حشرة المن).
– ٢٠٠ ألف طن إنتاج البندورة الرئيسية وتوقعات بوصول الخريفية لإنتاج ٧٣ ألف طن
الأرقام تتحدث
وفند رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس حسن الأحمد خلال تصريحه لصحيفتنا الحرية الأرقام الخاصة بالمحصول، مبيناً أن المخطط من البندورة الرئيسية بلغ ١٣٨٤ هكتاراً بينما المنفذ فعلياً قارب الضعف، إذ وصل إلى ٢٥٠٧ هكتارات، أما الإنتاج فيبلغ ٢٠٠ ألف طن، وأكد وجود انخفاض بالإنتاجية بنسبة ٣٠٪ عن المعدل، وذلك بسبب ظروف الموسم من جفاف وموجات حرارة.، وبالنسبة لمحصول البندورة التكثيفية، أوضح أن المخطط منها يبلغ ٨٧٤ هكتاراً، بينما المنفذ وصل إلى ١٤٤٨ هكتاراً، ومتوقع أن يبلغ الإنتاج من هذه المساحات حوالي ٧٣ ألف طن.