الحرية- لمى سليمان:
انخفضت أسعار الحطب بأنواعه في الآونة الآخيرة إلى ما يقارب النصف، والسبب الرئيسي هو أن التحطيب على ما يبدو قد بات مهنة من لا مهنة له، والأمر لم يعد يقتصر على الرجال فقط، بل بتنا نرى العديد من السيدات يمتهن التحطيب جنباً إلى جنب مع الرجال.
أحد أصحاب محال الفحم التي تقوم بشراء الحطب من الحطابين، أكد أن سعر الكيلو الواحد من حطب السنديان، والمعروف بأنه أفضل نوعيات الحطب التي يتم شراؤها، سواء لغرض التدفئة أو التفحيم ، يتراوح بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ ليرة فقط، بينما وصل سعر كيلو الفحم إلى ٦٠٠٠ ليرة.
أما بعض الحطابين أو حديثي العمل في التحطيب، فذكروا أن سعر الحطب لم يعد مجدياً لهم، وبشكل خاص بعد أن انخفضت أسعار وقود التدفئة (المازوت) و إعراض بعض المفحمين وأصحاب محال الفحم عن شراء الحطب لوجود كميات كبيرة منه مقابل استهلاك أقل، ولذلك باتوا يتمنعون عن الشراء إلا بأسعار يحددونها، وفقاً للكميات التي يتم استهلاكها فقط.
وقد برر الخبير الزراعي أكرم العفيف في حديثه لصحيفة الحرية انخفاض أسعار الحطب بعدم وجود المقدرة المالية لدى المواطنين، وعدم توفر السيولة النقدية بالليرة السورية تسبب في هذا الانخفاض بالسعر والذي يمكن وصفه بالانخفاض الوهمي.
والسبب، كما يراه عفيف، أنه حين يبدأ المواطنون بقبض الرواتب لن تبقى الأسعار كما هي، وليس فقط بالنسبة للحطب، وإنما بالنسبة للعديد من المنتجات الزراعية مثل البطاطا التي هبط سعرها إلى ما بين ١٥٠٠ و ٢٠٠٠ ليرة تقريباً أو البرتقال مثلاً وغيرها من المنتجات الزراعية.
ويضيف عفيف: إن منافسة المنتج التركي الموجود في الأسواق السورية حالياً يقف أيضاً كعامل في هبوط الأسعار، وبالطبع المزارع لن يستطيع أن يبيع بالأسعار الموجودة في السوق، لأنه سيخرج خاسراً في نهاية المطاف.