الحرية- عمار الصبح:
عززت الأسواق الشعبية في محافظة درعا من مكانتها خلال شهر رمضان المبارك، إذ شهدت إقبالاً متزايداً عليها من قبل الأهالي الباحثين عن مطارح التسوّق الأوفر والأكثر تنوعاً. وليس من المبالغة القول: إن هذه الأسواق تفوقت على الأسواق والمحال المتخصصة، فحجزت لنفسها مكاناً هاماً بين العديد من مطارح وقنوات التسوق.
مقصداً للباحثين عن التوفير
وفي جولة على السوق الشعبي في مدينة الصنمين، رصدت صحيفة الحرية انخفاض أسعار المنتجات بنسبة لا تقل عن 25% عن مثيلاتها في المحال المتخصصة والبقاليات، ما جعل من السوق مقصداً للباحثين عن التوفير، سواء فيما يتعلق بالخضروات أو السلع الغذائية وغيرها من المستلزمات المنزلية.
تنوع المعروضات
وتصف إحدى السيدات السوق بالخيار الأمثل للمتسوّقين، و خصوصاً أولئك الذين يفضلون التسوق الأسبوعي، أي شراء ما تحتاجه الأسرة لكافة أيام الأسبوع دفعة واحدة، مشيرة إلى ميزة إضافية، وهي تنوع المعروضات، إذ لم تعد متخصصة فقط بالخضار والفواكه، بل وجدت أصنافٌ أخرى من المستلزمات المنزلية المختلفة، كالمواد الغذائية والمنظفات وبسطات الألبسة والأحذية والعصرونية والمكسرات وغيرها الكثير من السلع طريقها إلى هذه الأسواق، ما وسّع كثيراً من دائرة التسوق لدى مرتادي هذه الأسواق الراغبين باقتناء كل حاجاتهم المنزلية من مكان واحد.
وناشدت السيدة الجهات المعنية بتنظيم أكثر للسوق والاهتمام بنظافتها ومرافقها العامة، ما يسهل عملية التسوق بأريحية، على حد قولها، إضافة إلى مراقبة صلاحية بعض المواد التي من الممكن أن تكون عرضة للتلف كاللحوم المجمدة والفروج والأجبان والألبان.
سوق مدينة الصنمين كغيره من الأسواق الشعبية في المحافظة، التي تضم تشكيلة واسعة من المواد الغذائية التي شهدت خلال الشهر الفضيل إقبالاً ملحوظاً، إضافة إلى العشرات من بسطات الخضروات المنتشرة في كل سوق والتي يتفنن أصحابها في عبارات وأساليب المناداة على بضائعهم، فضلاً عن نشوء أسواق مجاورة للأسواق الشعبية متخصصة ببيع مواد الجملة، وتشمل المواد الغذائية والعصرونية والتجهيزات المنزلية وغيرها.
روزنامة” محددة
محمد المصري تاجر خضروات، أوضح أن الأسواق الشعبية تنتشر في العديد من المدن والبلدات في المحافظة، بعضها يومي لا ينقطع إلا يوم الجمعة، والبعض الآخر يقام بشكل أسبوعي، إذ تُعتمد “روزنامة” محددة ومتعارف عليها، بحيث تتوزع على المدن والقرى والبلدات على مدار أيام الأسبوع، بحيث يكون السوق كل يوم في منطقة، وعلى سبيل العد لا الحصر يقام سوق الجمعة في مدينة نوى وسوق الثلاثاء في إنخل والخميس في جاسم.
وأرجع المصري سبب انخفاض الأسعار في الأسواق الشعبية مقارنة بالمحلات إلى اعتماد الباعة على مبدأ الربح القليل والبيع الكثير، إضافة إلى أن كثيراً من تجار وباعة الخضار يتسوقون بضاعتهم من حقول الخضروات مباشرة أو من تجار الجملة، ما يعد اختصاراً لحلقات الوساطة وتوفيراً لأجور النقل.
وفرت فرص عمل
من جهته، كشف صاحب بسطة مكسرات أن الأسواق الشعبية وفرت فرص عمل لمئات الباعة الذين اعتادوا ارتيادها، حيث بات للعديد منهم زبائنه الذين يقصدونه بالاسم، مشيراً إلى أن بعض الباعة يتخصصون في نوعية محددة من المنتجات، سواء كانت زراعية أو صناعية، فيما يعمد كثيرون إلى تغيير صنف تجارتهم حسب طلب السوق، وبما يتلاءم مع المواسم الزراعية.
ذراع حقيقية
العديد من المزايا النسبية حققتها الأسواق الشعبية، ولعل أبرزها حسب تأكيد المتابع للشأن الاقتصادي عبد اللطيف أحمد، تمكين الكثير من المنتجين، وخصوصاً الزراعيين من عرض سلعهم ومنتجاتهم للمستهلكين دون المرور بالوسطاء أو تجار نصف الجملة، وهو ما يجعلها ذراعاً حقيقية للتدخل الإيجابي ومتنفساً لذوي الدخل المحدود، فضلاً عن مساهمتها في توفير المئات من فرص العمل المحققة.
ضرورة التوسع بها
وأشار إلى أن هذه الأسواق الشعبية رفعت من أسهم الاستثمارات التجارية القريبة منها، وجذبت إليها الكثير من المحال المتخصصة بكل أوجه النشاط التجاري التي باتت تتنافس فيما بينها لتحظى بفرصة الاقتراب أكثر من هذه الأسواق، داعياً إلى ضرورة التوسع بهذه الأسواق ودعمها وتزويدها بالمرافق والبنى التحتية المناسبة، والاهتمام أكثر بموضوع النظافة.