أسواق اللاذقية تنتعش بعد الزيادة… و”الحرية” ترصد مؤشرات إيجابية 

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

تشهد الأسواق السورية خلال الأيام الأخيرة تحسّناً ملحوظاً في الحركة التجارية، خاصة في قطاع المواد الغذائية، وذلك عقب صرف الزيادة الأخيرة على الرواتب والأجور. ويرى خبراء وتجار أن هذه الخطوة شكّلت فرصة حقيقية لتحفيز الاقتصاد وتعزيز الطلب الداخلي، شرط أن تترافق مع استقرار الأسعار وانتظام الدخل الشهري للأسر.

وفي تصريح لـصحيفتنا لحرية، أكد رئيس مجلس النهضة الاقتصادي السوري، عامر ديب، أن الزيادة الأخيرة كانت بمثابة دفعة أولى لتنشيط السوق وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، موضحاً أن السيولة التي ضُخّت ساعدت على تحفيز الإنفاق، ولاسيما على السلع الأساسية.

ديب: انتظام صرف الرواتب عامل رئيس للاستقرار الاقتصادي لأنه يتيح للأسر إدارة إنفاقها بشكل منتظم ويُوجِد نوعاً من التوازن في الأسواق

وشدّد ديب على أهمية انتظام صرف الرواتب، معتبراً أنه عامل رئيس للاستقرار الاقتصادي، لأنه يتيح للأسر إدارة إنفاقها بشكل منتظم، ويخلق نوعاً من التوازن في الأسواق بين العرض والطلب.

وأضاف ديب أن الحفاظ على استقرار الأسعار ضرورة لا بد منها حتى لا تتآكل الزيادة بفعل التضخم، مشيرًا إلى أن تعزيز التنافسية وتفعيل أدوات الرقابة التموينية وحماية المستهلك من العوامل الجوهرية في المرحلة المقبلة.

وعن سعر الصرف، أوضح ديب أن الدولار قد يشهد بعض التذبذب، لكن من المرجّح أن يعود إلى الاستقرار نتيجة توفر كميات كافية منه في السوق، ما يحدّ من تقلبات سعر الصرف على المدى القريب.

استقرار ملحوظ

بدوره، أوضح محمد عريس، تاجر جملة في قطاع المواد الغذائية، أن الأسواق سجّلت تحسّناً واضحاً في الطلب بعد صرف الرواتب، ولاسيما على السلع الأساسية مثل الزيوت والسكر والبقوليات.

وقال عريس لـ الحرية: شهدنا إقبالًا جيداً خلال الأيام الماضية، من دون أن يصاحبه ارتفاع في الأسعار، بفضل وفرة المعروض واستعداد التجار المسبق لتأمين احتياجات السوق.

وأشار إلى أن هذا التوازن بين العرض والطلب أسهم في الحفاظ على استقرار نسبي للأسعار، مؤكداً ضرورة المحافظة عليه خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار التحديات المتعلقة بتكاليف النقل وسلاسل التوريد.

تاجر: الأسواق سجّلت تحسناً واضحاً في الطلب بعد صرف الرواتب ولاسيما على السلع الأساسية مثل الزيوت والسكر والبقوليات

من جهته بيّن عزيز منصور موظف في القطاع العام أنه للمرة الأولى منذ سنوات لا يجد نفسه مضطراً للتفكير في كيفية الاستدانة منذ مطلع الشهر، أو للبحث عن شيء يمكنه بيعه من منزله حتى يؤمن احتياجات أسرته المكونة من خمسة أفراد.

ويضيف عندما استلمت راتبي أنا وزوجتي أمس أحسسنا بارتياح كبير لم نشعر به منذ ست سنوات، فقمنا بإحضار “الحلوان” لأطفالنا من دون أن نفكر بتبعات شراء الفواكه أو الفروج أو الحلويات، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى لم يلحظ ارتفاعاً جنونياً في الأسعار، بعد تطبيق الزيادة، كما كان يحصل أيام النظام البائد الذي كان “يتمنن” علينا بالفتات في زيادات مزعومة، وقبل قبضها يرفع أسعار المحروقات أو الرسوم والضرائب ما كان يسرق فرحتنا باي قرار لزيادة الرواتب والأجور.

Leave a Comment
آخر الأخبار