الحرية ـ نهلة أبوتك:
تتلألأ شوارع اللاذقية استعداداً لعيد الميلاد، حاملة هذا العام طابعًا مزدوجًا يجمع بين فرحة العيد وذكرى مرور عام على التحرير. شارع الأميركان، الذي أصبح نقطة جذب للزوار والمارة، تحوّل إلى لوحة فنية متكاملة، بفضل تعاون المجتمع الأهلي مع بلدية المدينة لإضاءة الشارع بالكامل، في مبادرة تجسد روح التعاون المدني والانتماء المجتمعي.
ميرنا، إحدى سكان المنطقة، تقول لـ”الحرية”: مر عام على التحرير، واليوم العيد عيدان… فرحة الميلاد تتضاعف بذكرى النصر. بينما يشير مؤيد، صاحب مقهى بالشارع، إلى أن الأضواء والزينة لم تكن لتتحقق دون دعم البلدية ومبادرات المجتمع الأهلي، وهذا التعاون أضفى على الحي روحًا مختلفة ومفعمة بالحياة.
امتدت الزينة لتشمل أشجار الميلاد وألوان الأضواء المتنوعة، ولم تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل ساهمت في خلق فضاء اجتماعي حيوي، حيث تجمعت العائلات والأطفال للتجول بين الألوان والأنوار، في مشهد يربط بين الفرح الشخصي والذاكرة الجماعية للمدينة.
“الحرية” رصدت تفاعل الأهالي مع الاحتفالات، ولاحظت أن الطابع المزدوج للعيد يعكس قدرة اللاذقية على تحويل المناسبات الدينية إلى لحظات تعزز الروح الاجتماعية والانتماء المدني. كما تؤكد التجربة أن المبادرات المحلية، حتى الصغيرة منها، قادرة على إحداث فرق ملموس في شكل المدينة، مضيفة بعداً ثقافياً ومعنوياً يمتد إلى المجتمع بأسره.