الحرية – فردوس دياب:
شهر رمضان، من الأشهر المميزة، كونه شهر الرحمة والخير والبركة ومكارم الأخلاق، حيث تسود المحبة والألفة والتسامح, وبما أنه شهر الفضائل والقيم الإنسانية الحميدة، فقد كان حرياً بالأهل استثمار هذا الشهر بغرس بعض القيم والصفات النبيلة في نفوس وسلوك أطفالهم سواء من خلال القدوة الحسنة أو من خلال تعليمهم إياها تربوياً واجتماعياً.
“كبسولات أخلاقية”
للحديث عن أهم القيم والأمور الحسنة التي يجب على الأهل اغتنامها هذا الشهر الفضيل لتعليمها لأبنائهم، التقت صحيفة “الحرية” بالاخصائية التربوية والنفسية مجد كامران آلوسي، التي استهلت اللقاء بالحديث عن المعاني والقيم الإنسانية والأخلاقية الكبيرة التي يحملها شهر رمضان، وعن ضرورة تعليم بعض منها لأطفالنا وأبنائنا وغرسها في نفوسهم حتى تنمو وتكبر وتثمر خيراً على المجتمع والوطن، وذلك من خلال ” كبسولات أخلاقية ” تعلم الطفل الأخلاق والقيم وتساعده على التصرف بحكمة وأخلاق وأدب وبطريقة مدروسة ومنهجة لتربية سلوكية وأخلاقية.
وأكدت آلوسي أن من واجب الأهل استثمار شهر رمضان من أجل غرس حب الخير ومساعدة الآخرين في نفس الطفل، على أن يكون ذلك بصورة عملية، كأن يذهب مع والده أو والدته لتوزيع وجبة إفطار الطعام على عائلة فقيرة ومحتاجة في الحي، أو من الأقارب والجيران، لأن من شأن ذلك أن يعمق في نفسه قيم الخير والمحبة.
التواصل معهم
ومن الأمور الحسنة التي يجب على الأهل تعليمها لأطفالهم في رمضان ، بحسب آلوسي عدم التلفظ بالكلمات النابية أو الشجار مع الإخوة أو الأقران، وتشجعيهم على ذلك من خلال رصد مكافأة لهم كل أسبوع لمن يلتزم بذلك.
كما ويعتبر اللعب معهم، تتابع الاخصائية التربوية، صورة من صور رمضان الجميلة، لاسيما عندما يجتمع الاقرباء وأفراد الأسرة بصورة منتظمة في أيام وأمسيات رمضان، فذلك يدخل السرور والبهجة عليهم، كما أنه يوثق الصلة ويقرب المسافات بينك وبينهم، ويساعدك بشكل عام على حسن التواصل معهم.
صلة الرحم
ودعت آلوسي إلى وجوب غرس قيم صلة الرحم، في نفس الطفل، من خلال التواصل بين الأهل والأقارب في رمضان وذلك بتلبية دعوة الأهل والأقارب للإفطار معهم، والعكس صحيح، ففي ذلك تطبيق عملي يتعلم منه أن يصل رحمه، وأقربائه.
وأضافت هناك بعض السلوكيات التي يجب على الأهل الاخذ بها في رمضان، خصوصاً في جلسات رمضان العائلية، وهي تفادي الأسئلة المباشرة الخاصة والتي يمكن أن تخترق حدود الخصوصية أو تسبب جرحاً أو مضايقة، وأن تقتصر جلساتنا على تبادل المعلومات والنصائح والفوائد الاجتماعية والتربية، وبهذا نكون قدوة صالحة لأبنائنا، من خلال سلوكياتنا الراقية.