الحرية – باسمة اسماعيل:
عمل فرع المؤسسة العامة للأعلاف في اللاذقية خلال العام الأول للتحرير، على إعادة ضبط آليات العمل وتوجيه جهوده نحو تلبية احتياجات المربين بشكل أفضل.
وفي حديث خاص لـ”الحرية”، تحدث مسؤول الجاهزية العام في فرع المؤسسة العامة للأعلاف في اللاذقية عبد القادر عنان، عن أبرز الخطوات التي اتخذتها المؤسسة بعد التحرير، وكيف ساهمت هذه الإجراءات في معالجة المعوقات، التي كانت تحد من كفاءة العمل وأداء المؤسسة، لتصبح الأعلاف الجاهزة (كبسول – جريش) سلعة ذات جودة ثابتة وأسعار مستقرة، تخدم القطاع الحيواني في المحافظة.
قيود سببت النفور
أكد عبد القادر عنان في تصريحه أن فرع المؤسسة العامة للأعلاف في اللاذقية، عانى كبقية مؤسسات الدولة في السنوات السابقة، من الروتين الذي يكبل العمل وتطويره، إضافة إلى القيود المتعلقة بقرارات الدورات العلفية ولجنة المادة /17/ في اتحاد الفلاحين وغيرهما، هذه القيود تسببت بمعاناة كبيرة ونفور لدى الإخوة المربين، بالإضافة لعدم توفر المواد العلفية بالكميات المطلوبة على امتداد العام وربطها بالدورة العلفية، وانخفاض جودة المادة ورداءتها في أحيان كثيرة، ما أدى إلى عدم استقرار لدى الإخوة المربين، وزعزعة الثقة بالمؤسسة وأدائها.
تحطيم القيود المعطّلة
وأشار عنان إلى أنه بعد التحرير المبارك تم تحطيم كل القيود المعطّلة للعمل ومعالجة الروتين، وتنشيط الكوادر البشرية في دوائر الفرع وفي المراكز، لينطلق العمل برؤية جديدة تؤكد أن الهدف الأسمى للمؤسسة هو “خدمة المربي”، وتمثلت الخطوة الأبرز في تأمين مادة علفية ذات جودة عالية، وبكميات مستمرة على مدار العام.
خطوة تحولية
وفي خطوة وصفها بأنها تحولية، أوضح عنان أنه تم فتح البيع المباشر للمربين (لمن يرغب وبالكمية التي يرغب)، مع كثير من التسهيلات كإتاحة الدفع بالعملة الوطنية أو الدولار، إضافة إلى خدمة إيصال المادة العلفية من المعمل مباشرة إلى المربي دون فرض تكاليف نقل، كما تم تشكيل دائرة تسويق في الفرع، تضم لجاناً تقوم بزيارة المربين في مزارعهم، لتعريفهم بالمادة العلفية المنتجة والتسهيلات المقدمة في المراكز، وللوقوف على استفساراتهم ومطالبهم لمعالجتها فوراً.
وأردف قائلاً: يجري العمل على توسيع البنية التخزينية للفرع، عبر تأمين مستودعات في المناطق البعيدة عن المراكز، لتكون أقرب إلى الإخوة المربين، وتم تهيئة معمل أعلاف طرطوس، بحيث وصل متوسط الإنتاج إلى 100 طن يومياً مقارنة بـ 25 طناً قبل التحرير، وبجودة عالية نتيجة المتابعة والمراقبة اللحظية.
دورها الوازن والداعم
وفيما يتعلق بالأسعار، بيّن عنان أن المؤسسة تعمل جاهدة وبكامل طاقتها على استقرار أسعار الأعلاف الجاهزة، وخفضها قدر الإمكان، من خلال دورها الوازن والداعم للمربين، بحيث تحافظ على تأمينها واستقرار السوق، بما يتناسب مع طموح مربينا.
وأشار إلى أن هناك خطة طموحة لدى الإدارة العامة في دمشق، لتأمين جميع المواد العلفية وفرض رقابة وأسعار متوازنة، تشمل كافة المحافظات، بما يضمن تشجيع واستقرار عمل الإخوة المربين وقطاع التربية بجميع أنواعه، من أبقار وأغنام وماعز ودواجن وأسماك وغيرها، من خلال إجراءات وأعمال كثيرة تمضي بها قدماً بالتوازي وبمسارات مختلفة، من بينها تجهيز وتأهيل معامل المؤسسة العامة للأعلاف المتوقفة عن العمل، معمل عدرا في ريف دمشق، معمل كفربهم في حماة، معمل الوعر في حمص، ومعمل تل بلاط في حلب، وذلك لتأمين إنتاج مستدام للمواد العلفية وبأسعار منافسة.
تكريس الثقة المتبادلة
وختم عبد القادر عنان بالقول: إن شعارنا للمرحلة المقبلة وللمستقبل تعزيز دور الفرع في اللاذقية، وأنه في خدمة المربين وتحقيق مصلحتهم، مؤكداً أن هذا التوجه من شأنه تكريس الثقة المتبادلة ويحقق المصلحة المشتركة، ويسهم في تطوير عمل المؤسسة وازدهارها، لنكون جزءاً من تطور وتقدم دولتنا الجديدة “سوريا الحرة الأبية”.
استدامة في المستقبل
التحولات التي شهدها قطاع الأعلاف في اللاذقية بعد “التحرير” تمثل نموذجاً ناجحاً لتغيير آليات العمل الحكومي، وتعزيز الثقة بين المؤسسات والمواطنين، ورغم التحديات الراهنة، يبدو أن المؤسسة العامة للأعلاف ماضية في طريقها، لتوفير الدعم المستدام لقطاع التربية الحيوانية، مع المحافظة على جودة المنتج واستقرار الأسعار، بما يضمن استدامة هذا القطاع الحيوي في المستقبل.