الحرية ـ سراب علي:
أقامت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة اللاذقية ندوة علمية بعنوان “ألفاظ الحضارة وألفاظ الثقافة “، وسط حضور من أساتذة وطلبة الكلية والمهتمين بالشأن اللغوي والثقافي.
قدم خلالها الأستاذ في قسم اللغة الفرنسية اختصاص علم المصطلح الدكتور جوني يعقوب دراسة دلالية ومعرفية للتمييز الدقيق بين ألفاظ الحضارة وألفاظ الثقافة.
واستعرض الدكتور يعقوب الفروقات الدلالية بين المصطلحين، من خلال تقديمه لنماذج من نصوص حديثة وقديمة استخدمت ألفاظ الحضارة والثقافة، موضحاً كيف أثّر السياق في المعنى، وكيف أدى الخلط بين اللفظين إلى اضطراب في فهم المشاريع الفكرية، وخصوصاً في مجالات التعليم، والحوار الحضاري.
وأشار الدكتور يعقوب في تصريحه لصحيفتنا “الحرية”إلى أن هذا الموضوع من مواضيع الترجمة و أراد التطرق له كونه من صلب اختصاصه، ورغبة منه في تفعيل المفاهيم في محاضرات الكلية ، بالإضافة للحديث عن دور المجاميع اللغوية في الوطن العربي ودورها في توحيد ألفاظ الحضارة وألفاظ الثقافة
ولفت إلى أن المقصود باللفظين، وحسب المعايير التي يتبعها اللغويون، أنه في كل مجالات اللغة، المدارس و التيارات والمفكرون يختلفون ولا يتفقون على تعريف واحد، و يعتبرون أنه كلما انتقل المصطلح من المعجم الخاص إلى اللغة العامة، ما يسبب في انتشاره، فهو من ألفاظ الحضارة .
مبيناً أنه يجب التمييز بأن ألفاظ الحضارة لا تعني أن الإنسان متعلم ومثقف، بل هي مصطلحات متداولة في حياتنا اليومية وشائعة في محادثاتنا التقليدية، فالألفاظ عندما تخرج من المجمع اللغوي إلى اللغة المحكية، فهذا يساهم في رقي المجتمع لأنه في الحقيقة وحسب الروائي الفرنسي (ألبير كافيه)،إن تسمية الأشياء بمسمياتها تزيد من مآسي العالم .
وأضاف يعقوب : الآن هناك جيل لم ينتبه لوجود كلمات ومصطلحات كان يفرد لها صفحات لشرح معناها والحديث عنها مثل ( كاميرا، فيلم أبيض وأسود ،ونيجاتيف)، والآن العالم يجهلها تماماً نتيجة التطورات المتسارعة التي تحدث بموضوع إيجاد المفردات والألفاظ الحديثة .
لافتاً إلى دخول مصطلحات على الحضارة، نقوم بتعريبها ولفظها وكتابتها بالأحرف العربية لأنها الأكثر شيوعاً .في المقابل يستغرق الباحث وقتاً طويلاً ليعطي مقابلاً لها باللغة العربية، ويكون وقتها المصطلح انتشر بلغته الأم ولا يمكن إيقافه، وهنا تكمن السرعة بإعطاء المقابلات.
واعتبر الدكتور يعقوب أننا مستهلكون للحضارة، فعندما نستخدم مفردة بلغتها الأم، نعتبرها دليل تطور و حداثة و «بريستيج».
و شدّد على أهمية دور الترجمة للمصطلحات، إذ إن الترجمة الخاطئة من اللغات الأجنبية كانت أحد الأسباب الرئيسية في التباس المفاهيم، ما يستدعي عناية مضاعفة عند ترجمة المصطلحات، وأنه على مجاميع اللغة العربية، إيجاد مصطلحات موحدة وبطريقة سريعة للمصطلحات التي يستخدمها الأشخاص اليوم.