الحرية – رنا بغدان:
تتعانق الحضارات وتتمازج الثقافات بتفاعلات وحوارات تبادلية تطورية معرفية اجتماعية وتقنية وعلمية وثقافية وموسيقية متنوعة, ويعتبر الحوار الحضاري هو الأسلوب الأكثر تأثيراً في أساليب الحياة، ما يساعد في تعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة.. من هنا استضافت خشبة مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق وتحت رعاية وزارة الثقافة أمسية “ألحان من الشمال 4” فكرة وإشراف عام “إدريس مراد”, الإشراف الفني “عمار يونس” وبمشاركة جوقة “مار أفرام السرياني” بقيادة المايسترو شادي سروة, كما شارك فيها “آلان مراد وعبد الوهاب الفراتي وأليسار جواد”.
عن مشاركة الجوقة في هذه الأمسية يتحدث المايسترو شادي سروة فيقول:
كانت مشاركة الجوقة في هذا الحفل رسالة واضحة ومباشرة لماهية الوطن سوريا الذي نحب أن نعيش فيه, سوريا الملونة بألوان الحضارات والثقافات والأديان منذ فجر التاريخ, فلكل لون خاصيته وروحه وثقافته ولا يصح ويطيب العيش في هذا الوطن إلا من خلال احترام هذا الاختلاف وقبوله, هذه هي الرسالة التي أتمنى أن تكون قد وصلت للحضور.
وعلى الصعيد الموسيقي والكورالي وعن الفقرات التي قدمتها الجوقة والتي تعدّ من أهم الجوقات السريانية لريادتها في الموروث السرياني الديني والشعبي وأدائها لأعمال دينية وغنائية بأكثر من ١٢ لغة ومنها اللغة الأرمنية قال سروة:
قدّمت مع المجموعة من توزيعي الموسيقي والكورالي ثلاث مقطوعات وهي أغنيتان شعبيتان سريانيتان من مقام البيات, الأولى بعنوان “تاوند طايات- تعالوا يا أصدقاء” التي تتحدث عن الصداقة والمحبة و الفرح في اللقاء, والأغنية الثانية “ضلال- الحبيب”, أما الأغنية الثالثة فكانت باللغة الأرمنية وبلهجة منطقة كسب السورية والتي تميزت الجوقة بأدائها وهي “أغنية كسب”.
يذكر أن الأمسية تنوعت في فقراتها ما بين الغناء الجماعي للجوقة والإفرادي من أداء آلان مراد وعبد الوهاب الفراتي وأليسار جواد, والمقطوعات الموسيقية التراثية من منطقتي إدلب وعفرين إضافة إلى الأغاني والمقطوعات الجزراوية والكردية والأرمنية والسريانية من خلال “إيقاعات جزراوية, معذبتي, كعش الحجل, جفتتلي, هوني يا سمرة, بين الجناين, طولي يا ليلة, زلف, زينبه..”.